قصة اطفال الاقصى: قصة مفتاح العودة الى ارض الاجداد

قصة اطفال الاقصى: قصة مفتاح العودة الى ارض الاجداد

قصة اطفال الاقصى: قصة مفتاح العودة الى ارض الاجداد
قصة اطفال الاقصى: قصة مفتاح العودة الى ارض الاجداد

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصة أطفال الأقصى: قصة العودة

في ليلة هادئة ومليئة بالنجوم، جلست الجدة منصورة في باحة منزلها الصغير، بينما تجمع أحفادها حولها. كان الليل هادئاً، ولكن عيون الصغار كانت مليئة بالحماس والترقب، فهم يعرفون أن الجدة منصورة تروي لهم قصة جديدة عن حلم قديم. وقبل أن تبدأ، وضعت الجدة يدها في جيب ثوبها وأخرجت مفتاحاً قديماً، لامعاً رغم مرور السنين. نظر الصغار إلى المفتاح بانبهار، وسألوها بحماس: “يا جدتنا، هذا المفتاح لما؟” فردت الجدة بابتسامة حزينة، ولكنها مليئة بالأمل: “هذا، يا صغاري، مفتاح العودة.”

الحلم الذي توارثته الأجيال

بدأت الجدة تحكي: “منذ زمن بعيد، كان لديّ جد، وكان لجدك أب أيضاً، وكل جد كان يوصي ابنه وأبنه يوصي حفيده بوصية واحدة. كانوا يقولون: ’أرضنا هي أرض القدس، أرض مقدسة وعربية وإسلامية. لن ننساها، ولا يمكننا أن نتخلى عنها أبداً، لأنها جزء منا.‘ وكان لكل جدٍ مفتاح، يُعطيه لابنه عندما يكبر، والمفتاح ينتقل من جيل إلى جيل. وكل طفل كبر وهو يحمل في قلبه حلم العودة، وفي يده مفتاح البيت.”

أحد الأحفاد، عبيدة، كان قد بدأ يشعر بشيء خاص تجاه القصة، ورفع يده الصغيرة ليسأل: “جدتي، هل هذا المفتاح مفتاح بيتنا؟ وهل هذا البيت لا يزال هناك؟” فردت الجدة بحب: “نعم يا عبيدة، هذا مفتاح بيتنا القديم. قد لا يكون البيت كما تركناه، ولكن أرضنا هناك، تنتظرنا بشوق.”

الطريق إلى القدس بالحب والسلام

توقفت الجدة منصورة للحظات، ثم تابعت: “مرت الأيام والسنين، وكانت العائلة تزداد عدداً وأملاً. كل طفل كان يولد، كان يكبر وهو يعرف أنه لا بد أن يعود يوماً، لكن العودة لم تكن بالحرب أو العنف. بل كانوا يعرفون أن قوتهم الحقيقية هي في حبهم للقدس وسلامهم الداخلي، وفي تمسكهم بوعدهم ووصية جدودهم.”

قصص للاطفال : حدوتة جدتي :

أخذ عبيدة نفساً عميقاً وسأل: “لكن يا جدتي، كيف سيعود الأطفال إلى القدس؟ هل يمكن أن نذهب نحن أيضاً؟” ابتسمت الجدة وقالت: “بلى، يا حبيبي، يوماً ما، سيرجع كل طفل إلى أرضه. وذات يوم، سيأتي أطفال كثيرون، مثلك تماماً، سيحملون مفاتيحهم ويذهبون إلى القدس ليس لتحريرها بقوة السلاح، بل ليملأوا شوارعها بالفرح والسلام.”

عبيدة يفتح باب الأقصى

استطردت الجدة وهي تنظر إلى المفتاح في يدها وتدفعه نحو عبيدة. قالت: “أتذكر يا عبيدة عندما كنت تخاف من الظلام وتقول إنك تحتاج إلى مصباح لتضيء طريقك؟ القدس، يا صغيري، كانت تحتاج إلى نوركم، إلى قلوبكم الصغيرة المملوءة بالحب. وهذا المفتاح الذي أحمله الآن، سأعطيه لك، كما أعطاه لي جدي يوماً ما.”

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

أمسك عبيدة المفتاح بحذر، وكأن بين يديه كنزاً. كان المفتاح ثقيلاً قليلاً، ولكنه شعر أن المسؤولية فيه خفيفة، لأنها مليئة بالحب والتفاؤل. ربتت الجدة على كتفه وقالت: “في يومٍ من الأيام، ستجد أنك تستطيع فتح باب الأقصى. لا تخف، فليس الأقصى مجرد بناء، بل هو رمز للسلام والمحبة. وكلما سعى الأطفال إلى العودة بقلب مليء بالسلام، اقترب يوم العودة.”

لحظة اللقاء بالأرض المقدسة

تصور الصغار لحظة العودة. كانوا يتخيلون الأقصى وهو يفتح أبوابه الكبيرة لأطفال صغار يحملون مفاتيح جدودهم، ويدخلون الساحات الخضراء والبوابات القديمة برفق وسلام. لا صراخ ولا قتال، فقط أصوات الضحكات وصرخات الفرح. كان الأطفال من جميع الأعمار يسيرون يداً بيد، يشاهدون معاً قبة الصخرة، ويملأون المكان بالألوان والأحلام.

رسمت الجدة منصورة تلك الصورة في أذهان أحفادها، وقالت: “القدس ستفتح قلبها للأطفال، لأنهم الأمل. حين يحلم الأطفال بالأرض ويعودون إليها بمحبة، لن يمنعهم شيء من تحقيق حلمهم. وأنت يا عبيدة، عليك أن تحتفظ بهذا المفتاح وتعتني به، لأنك ستكون أول من يفتح الباب لأصحابك.”

الوعد المستمر عبر الأجيال

قال عبيدة بجدية: “جدتي، أعدك أنني سأحتفظ بهذا المفتاح وسأخبر كل من ألتقيه عن قصتنا. لن أنسى أبداً القدس ولن أسمح بأن تُنسى.” نظرت الجدة إلى عبيدة بعينين مليئتين بالفخر، وأجابت: “أنت مثال لجيل المستقبل، يا عبيدة. ووعدك هذا هو ما سيجعل العودة إلى الأقصى حقيقة. فكل طفل يحمل مفتاحاً يعني أننا أقرب للعودة يوماً ما.”

غمر الدفء قلوب الأطفال وهم يسمعون القصة، وشعروا جميعاً أن المفتاح الذي تمسكه أيديهم الصغيرة هو أمانة كبيرة. تواعدوا مع الجدة أنهم سيحافظون على الحلم، وأن كل جيل سيعلم الجيل الذي يليه بأن القدس أرض عربية وإسلامية، وأنها في انتظارهم.

كانت تلك الليلة هي البداية، بداية عهد جديد وحلم جديد، حلم العودة للقدس بالحب، والمحافظة على إرث الأجداد، حتى تتحقق قصة العودة، قصة أطفال الأقصى.

اترك رد