حدوتة جدتي : قصة الساعة العجيبة
كان يوسف طفلًا ذكيًا، لكنه دائمًا يشعر أن الوقت يمر سريعًا، وأنه لا يملك ما يكفيه للعب، وإنهاء واجباته المدرسية، وقضاء وقت ممتع مع عائلته. كان يتمنى لو أن لديه طريقة لإبطاء الزمن أو التحكم به.
اكتشاف الساعة الغامضة
ذات يوم، بينما كان يوسف يلعب في حديقة المنزل، عثر على ساعة قديمة مخبأة تحت شجيرة ورد. كانت الساعة مغطاة بالغبار ومزينة بنقوش غريبة. عندما لمسها، أضاءت بألوان براقة وسمع صوتًا ناعمًا يقول:
“مرحبًا يا يوسف، أنا الساعة العجيبة! يمكنني أن أوقف الوقت من أجلك. ولكن استخدمني بحكمة.”
في البداية، لم يصدق يوسف ما سمعه، لكنه قرر تجربة الساعة. أدار عقربها الصغير إلى الخلف، وفجأة، تجمد كل شيء حوله؛ الأشجار توقفت عن التحرك، الطيور عن الطيران، وحتى الريح أصبحت ساكنة. كان يوسف منبهرًا!
قوة الساعة العجيبة
بدأ يوسف باستخدام الساعة في كل شيء. عندما لا يرغب في إنهاء واجبه المدرسي، كان يوقف الوقت. عندما يشعر بالملل أثناء الدروس، كان يوقف الوقت لينهيها بسرعة. وحتى عندما يريد أن يفوز في سباق مع أصدقائه، كان يستخدم الساعة ليتقدم عليهم.
لكن مع مرور الأيام، بدأ يوسف يشعر بالوحدة. كلما أوقف الوقت، لم يكن هناك أحد ليشاركه لحظاته. لم يعد يشعر بالسعادة حتى عندما يربح أو ينتهي من مهامه سريعًا.
ذات يوم، التقى بالساعة مرة أخرى وسألها:
“لماذا أشعر أنني فقدت المتعة في كل شيء، رغم أنني أتحكم بالزمن؟”
ابتسمت الساعة وقالت:
“السعادة ليست في التحكم بالوقت، بل في الاستمتاع بكل لحظة كما هي. الحياة مليئة باللحظات الجميلة التي لا تحتاج إلى تسريع أو إيقاف، بل تحتاج إلى قلب ممتلئ بالتقدير.”
أدرك يوسف أنه كان يضيع أجمل اللحظات في محاولة التحكم بها، وقرر أن يستخدم الوقت بحكمة بدلًا من محاولة تغييره. أعاد الساعة إلى مكانها تحت الشجرة، وعاد لحياته، لكنه تعلم أن كل لحظة تستحق أن تُعاش بكل حب وامتنان.
الوقت هدية ثمينة، ولا يمكننا التحكم به، لكن يمكننا أن نجعل كل لحظة منه تستحق أن نتذكرها بسعادة. 🕒