حدوتة نوسة
كان يا ما كان في قرية جميلة وسط الأشجار العالية، كانت تعيش الجدة نوسة مع حفيدتها ننوسة.
كانت الجدة نوسة دائمًا تجلس في المساء وتروي لننوسة القصص الممتعة التي تحتوي على دروس قيّمة عن الحياة.
وفي يوم من الأيام،
قررت الجدة نوسة أن تعلم حفيدتها درسًا مهمًا عن القيم
حدوتة جدتي : حدوتة الجدة نوسة عن الصندوق المغلق
كانت الجدة تجلس على كرسيها الهزاز في غرفة المعيشة، وأحفادها ملتفون حولها بعيون مليئة بالشغف. كعادتها كل مساء، بدأت الجدة بسرد حكاية جديدة. هذه المرة قالت بصوت مليء بالغموض: “هل سمعتُم عن قصة الصندوق المغلق؟”
بداية القصة:
منذ زمن بعيد، كان هناك منزل قديم على تلة بعيدة. هذا المنزل كان يملكه رجل حكيم يدعى العم يونس. في إحدى زوايا هذا المنزل، كان هناك صندوق خشبي صغير مغلق بإحكام. ما جعله مميزًا هو أنه لا يمكن فتحه إلا بطريقة خاصة جدًا، ولم يعرف أحد ما بداخله.
في أحد الأيام، قرر مجموعة من الأطفال الفضوليين الذين يعيشون بالقرب من التلة اكتشاف سر الصندوق. قال أحدهم: “ربما يحتوي على كنز مليء بالذهب والجواهر!” بينما قال آخر: “ربما هو صندوق سحري يحقق الأمنيات!”
رحلة الأطفال:
وبالفعل، تسلل الأطفال إلى المنزل القديم، حيث كان الصندوق ينتظرهم في الظل. ومع اقترابهم منه، لاحظوا كلمات محفورة على سطحه: “افتحني بقلوب صافية.” كانوا مرتبكين في البداية، لكنهم تذكروا كلمات الجدة التي كانت تقول لهم دائمًا إن القلوب الصافية هي مفتاح كل شيء.
اللحظة الحاسمة:
جلسوا حول الصندوق وبدأوا يفكرون فيما يمكن أن يفعلوه. بعد فترة، قرر كل واحد منهم أن يتحدث عن أجمل ما فيه. قال أحمد: “أنا أحب مساعدة الآخرين.” وقالت ليلى: “أنا دائمًا أبتسم للناس.” وأضاف يوسف: “أنا لا أؤذي أحدًا، وأحب أن أكون لطيفًا.”
فجأة، بدأ الصندوق يضيء ببطء، وظهر صوت خافت يقول: “القلب الصافي هو المفتاح.” وعندما حاولوا فتحه هذه المرة، انفتح بسهولة، مما أدهشهم جميعًا.
ما في داخل الصندوق:
عندما نظروا إلى الداخل، لم يجدوا ذهبًا ولا جواهر. بل وجد كل واحد منهم مرآة صغيرة. عندما نظروا في المرايا، رأى كل منهم صورته محاطة بالكلمات التي تعكس صفاته الطيبة: أحمد رأى كلمة “العطاء”، ليلى رأت كلمة “الفرح”، ويوسف رأى كلمة “اللطف.”
الدروس المستفادة من قصة الصندوق المغلق :
تحدث الصندوق بصوت ناعم قائلاً: “القيم التي تحملونها هي الكنز الحقيقي. الذهب يزول، ولكن القلوب الطيبة تبقى مضيئة للأبد.” عاد الأطفال إلى منازلهم وهم يفكرون بعمق في الرسالة.