قصة المسجد الأقصى للاطفال : أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
قصة المسجد الأقصى: درة التاريخ وحكاية النضال
مقدمة الجدّة
جلست الجدّة أمينة تحت شجرة الزيتون العتيقة في فناء المنزل، والتفّ حولها أحفادها الصغار، يتأملون ملامحها الهادئة وهي تبدأ الحديث. قالت بصوت مفعم بالحماس: “اليوم يا أحبائي، سأحكي لكم قصة عظيمة لا تُنسى، قصة المسجد الأقصى، ذلك المكان المبارك الذي كان شاهدًا على تاريخ طويل من الإيمان والنضال. هل أنتم مستعدون؟”
بناء الأقصى: ميراث الأنبياء
بدأت الجدّة حديثها قائلة: “المسجد الأقصى يا أحبائي، ليس مجرد مكان بناه المسلمون فقط، بل هو جزء من ميراث الأنبياء منذ قديم الأزل. أول من بناه هو نبي الله آدم عليه السلام بعد الكعبة بأربعين سنة. ثم جاء الأنبياء من بعده يعيدون بناءه ويجددون عمارته، منهم نبي الله إبراهيم عليه السلام، وسليمان عليه السلام، الذي شيد بناءه العظيم وجعله مركزًا لعبادة الله.”
أكملت الجدّة: “الله بارك هذا المكان عبر التاريخ، وجعله موروثًا ينتقل من نبي إلى نبي. من إبراهيم إلى يعقوب، ومن موسى إلى داوود وسليمان، حتى جاء نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد مكانته ويجعله قبلة المسلمين الأولى. عندما أسرى الله بنبيه محمد إلى الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، جمع الأنبياء كلهم في المسجد وصلوا خلفه إمامًا، تأكيدًا لوحدة الرسالات السماوية وارتباط المسلمين بهذا المكان المبارك.”
عهد الفتح الإسلامي
انتقلت الجدّة للحديث عن الفتح الإسلامي قائلة: “في عام 15 للهجرة، أرسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجيوش لتحرير بيت المقدس من الروم. قاد الجيش أبو عبيدة بن الجراح، وكان جيش المسلمين مليئًا بالإيمان والشجاعة. حاصروا المدينة، وطلب أهلها الصلح، ولكنهم أصروا على تسليم المدينة لعمر بن الخطاب شخصيًا.”
أضافت الجدّة: “عندما وصل عمر إلى القدس، دخلها بكل تواضع وعدل. وقع اتفاقًا مع أهلها سمّوه العهدة العمرية. ضمن فيها حقوق غير المسلمين وأمانهم، ولكنه جعل الأقصى مكانًا خالصًا لعبادة المسلمين. بنى المسلمون المصلى القبلي الذي نعرفه اليوم في باحات المسجد الأقصى.”
أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات
صلاح الدين: القائد الذي حرر الأقصى
تنهّدت الجدّة وقالت: “مرت السنوات، واحتل الصليبيون بيت المقدس عام 492 هـ. ومن ثم دمّروا الكثير من معالم المدينة واستباحوا المسجد الأقصى. المسلمون لم يتحملوا هذا الظلم، وظلوا يكافحون حتى جاء القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي.”
أكملت القصة بشغف: “صلاح الدين كان قائدًا عادلًا وحكيمًا. ومن ثم جمع شمل المسلمين في الشام ومصر، ومن ثم حارب الصليبيين بشجاعة. في عام 583 هـ، انتصر في معركة حطين، ثم حرر القدس، ومن ثم أعاد المسجد الأقصى إلى المسلمين. لم ينتقم من أهلها، بل أظهر سماحة الإسلام، ومن ثم عمل على إعادة إعمار المسجد.”
النضال الفلسطيني الحديث
قالت الجدّة وهي تنظر إلى أحفادها بعينين مليئتين بالأمل: “الآن، المسجد الأقصى ما زال تحت الاحتلال، لكن أهل فلسطين يدافعون عنه بكل قوة. هم يقدّمون حياتهم من أجل حمايته. الرجال والنساء، الكبار والصغار، يثبتون يوميًا أن الأقصى أمانة في أعناقهم. الفلسطينيون يعلموننا معنى الصمود والإصرار على الحقوق.”
خاتمة الحكمة
أنهت الجدّة حديثها قائلة: “المسجد الأقصى ليس مجرد بناء، بل رمز لعقيدتنا وتاريخنا. ومن ثم المسلمون على مرّ العصور ضحّوا بأرواحهم وأموالهم لحمايته. ومن ثم نحن، يا أحفادي، يجب أن نحب الأقصى ومن ثم ندعو الله أن يعيده للمسلمين آمنًا مطمئنًا.”
قال الأطفال بصوت واحد: “سنحكي هذه القصة يا جدّتنا لأصدقائنا، ومن ثم سندعو للأقصى دائمًا.” ابتسمت الجدّة وقالت: “بارك الله فيكم يا أحبائي، أنتم أمل هذه الأمة.”