قصة علي والشجاعة الحقيقية
في إحدى المدن الهادئة، كان يعيش طفل يُدعى علي. كان علي معروفًا بين زملائه في المدرسة بأنه ولد هادئ وخجول، لا يحب المشاكل ولا يتحدث كثيرًا. كان علي ضعيف الجسم ولم يكن يشارك في الألعاب التي تتطلب القوة. دائمًا ما كان يفضل الجلوس وحده أو قراءة الكتب.
في المدرسة، كان هناك بعض الأولاد الأقوياء الذين يستغلون ضعف كانوا دائمًا يسخرون منه، ويدفعونه، وأحيانًا يأخذون منه طعامه أو أغراضه دون أن يتمكن من فعل شيء. لم يكن علي يجرؤ مواجهتهم أو إخبار أحد بما يحدث، لأنه كان يخاف أن يسوء الوضع أكثر.
بدأ علي يشعر بالحزن والظلم، لكنه لم يكن يريد أن يستخدم القوة أو أن يتشاجر معهم. في إحدى الأيام، جلس مع نفسه وقرر أنه بحاجة إلى حل هذه المشكلة. قرر أن يبحث عن طريقة ليصبح أقوى، ليس فقط في جسده، بل في نفسه أيضًا.
قرر أن ينضم إلى صفوف الدفاع عن النفس في النادي الرياضي القريب من بيته. في البداية، كان يجد التدريب صعبًا، لكنه مع الوقت بدأ يكتسب الثقة في نفسه. مدربه كان يعلّمه أن القوة الحقيقية ليست في الضرب أو إيذاء الآخرين، بل في معرفة كيف تحمي نفسك وتكون شجاعًا في المواقف الصعبة.
بعد عدة أشهر من التدريب، كان علي قد أصبح أكثر ثقة في نفسه. في أحد الأيام، حاول الأولاد مجددًا مضايقته، لكن هذه المرة كان علي مستعدًا. بدلاً من الهروب أو الصمت، واجههم بثقة وقال: “أنا مش هاسمح لكم تظلموني تاني”. لم يكن علي بحاجة إلى استخدام القوة، فقط شجاعته وكلماته جعلت الأولاد يتراجعون.
مع مرور الوقت، أدرك الجميع أن قد تغيّر. لم يعد أحد يجرؤ على مضايقته، ليس لأنه أصبح أقوى جسديًا، بل لأنه أصبح قويًا داخليًا. صار قدوة لباقي زملائه، وتعلم الجميع أن القوة الحقيقية تكمن في الشجاعة والقدرة على الدفاع عن النفس بطريقة محترمة.
الشجاعة لا تأتي من القوة البدنية فقط، بل تأتي من الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الظلم بطريقة عقلانية. ليس من الضروري أن نستخدم العنف لنثبت أنفسنا، بل يمكن بالكلمة الصحيحة والشجاعة أن نغير الأمور.