حدوتة جدتي: قصة يوسف والزهرة الجميلة
في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك ولد اسمه يوسف. كان يوسف شغوفًا جدًا بتعلم كيفية زراعة الزهور. كان دائمًا يراقب أصدقائه في المدرسة وهم يتحدثون عن النباتات وكيفية العناية بها، وكان يحلم بأن يصبح لديه حديقة جميلة مليئة بالزهور.
في أحد الأيام، قرر يوسف أن يزرع زهرة في حديقة المنزل. طلب من والدته بذور زهرة جميلة وأعد التربة بعناية، ثم زرع البذرة في الأرض ووضعها في مكان مشمس. شعر بالحماس الكبير وبدأ يتخيل كيف ستنمو الزهرة وتصبح رائعة.
أيام من الانتظار والصبر
لكن بعد عدة أيام، بدأ يوسف يشعر بالإحباط. كانت الأرض جافة ولم يرَ أي علامة على نمو الزهرة. فكر يوسف في التخلص من البذرة، وقال لنفسه: “هذه الزهرة لن تنمو أبدًا، ربما لا أستطيع فعلها.”
في أحد الأيام العاصفة، جاء يوسف إلى الحديقة ليجد أن الرياح القوية قد جعلت التربة تتناثر، وتسبب ذلك في دفن البذرة. شعر بالحزن وأخذ يفكر: “هل يمكنني فعل شيء؟”
قرر يوسف أن يظل يحاول. في اليوم التالي، ذهب إلى الحديقة مجددًا وأعاد ترتيب التربة بحرص. ظل يروي الأرض كل يوم ويشاهد السماء في انتظار أن تتغير الأمور.
مرت الأيام، ويوسف كان يذهب إلى الحديقة كل يوم ليتأكد من حال الزهرة. في البداية كان لا يرى أي تغير، ولكن شيئًا فشيئًا بدأ يلاحظ بعض العلامات الصغيرة. بدأت النبتة تخرج من الأرض ببطء، وكلما زادت الأيام، أصبحت النبتة أكبر وأجمل. كان يشعر بالفرح كلما رأى تغيرًا صغيرًا في النبتة.
ثم في يوم من الأيام، جاءت إحدى الحيوانات في الحديقة، وهي قطة صغيرة تدعى لولو، وحفرت بالقرب من الزهرة دون قصد. خاف يوسف كثيرًا أن تُدمر الزهرة، ولكنه قرر أن يتحلى بالصبر وأعاد ترتيب الأرض حول الزهرة بحذر شديد.
بعد أسابيع قليلة، أصبحت الزهرة في أوج جمالها، وأزهرت بتلاتها بألوان رائعة. كانت الزهور في الحديقة كلها تشعّ بألوانها الجميلة، وكان يوسف سعيدًا جدًا لأنه لم يتخل عن بذرة الأمل.
وفي يوم من الأيام، قال له والده: “يوسف، إذا كنت تريد أن ترى ثمار عملك، عليك أن تتحلى بالصبر. الأشياء الجميلة تحتاج وقتًا لتنمو وتظهر.”
شعر يوسف بفخر كبير لأنه تعلم درسًا مهمًا في الحياة: “الصبر هو سر النجاح، والنتائج الجميلة تأتي لمن يصبر ويتعب في العمل.”