قصة أيوب وصديقة منه

                               قصة أيوب وصديقة منه
في إحدى القرى الهادئة، عاش ولد طيب القلب يدعى أيوب. كان أيوب معروفًا بطيبة قلبه، وكان شخصًا جميلًا في ملامحه وأخلاقه. ورغم كل ما يملكه من جمال داخلي وخارجي، كان يعاني من شيء واحد: عدم قدرته على التعبير عن مشاعرهفي المدرسة، كان أيوب شخصًا هادئًا ومحبوبًا من الجميع، لكنه دائمًا ما كان يجد نفسه في مواقف صعبة عندما يتعلق الأمر بالكلام عن مشاعره. كانت صديقته الوحيدة في المدرسة هي “منه”. كانت منه تفهمه جيدًا، وتعلم أنه شخص حساس وطيب القلب. لكن بالرغم من ذلك، كان أيوب يجد صعوبة في إظهار مشاعره لها، وكان يخشى أن يُفهم بطريقة خاطئة.

كان بعض زملاء أيوب في المدرسة يسخرون منه بسبب هدوئه وعدم قدرته على التعبير عن نفسه. كانوا يظنون أنه ضعيف أو خجول جدًا، وهذا جعله يشعر بالحزن ويقلل من ثقته في نفسه. ورغم أن أيوب كان يتمنى أن يظهر قوته أمامهم، كان يشعر بالعجز لأنه لم يكن يعرف كيف يعبر عن مشاعره بطريقة واضحة.

 

وفي يومٍ من الأيام، حدث موقف بين أيوب وصديقته منه. كانا في الفناء المدرسي يلعبان معًا كما اعتادا، ولكن في تلك اللحظة، حدث شيء لم يكن في الحسبان. حدث نقاش بينهما بسبب تصرفات أيوب التي كانت تبدو غريبة بالنسبة لمنه. شعرت منه بالضيق وقالت له: “أنت لا تملك الجرأة لتقول لي ما تشعر به، ولا حتى تستطيع إخباري إذا كنت غاضبًا أو سعيدًا. لماذا لا تعبر عن نفسك؟”

فوجئ أيوب بتلك الكلمات، وزادت مشاعره المعقدة. هو كان يحاول أن يكون لطيفًا معها، لكنه لم يكن يعرف كيف يعبر عن مشاعره، مما جعله يشعر بالضيق.

جلس أيوب بمفرده في زاوية المدرسة، يحاول فهم ما حدث. كان يشعر بالحزن لأنه خسر صديقته الوحيدة بسبب شيء لم يكن يستطيع التحكم فيه. لكنه أيضًا بدأ يفكر: “لماذا لا أستطيع التعبير عن نفسي؟ لماذا أخشى قول ما في قلبي؟” شعر أيوب أن عليه أن يواجه هذا التحدي ليكون شخصًا أفضل، وأن عليه أن يتعلم كيف يعبر عن مشاعره بصدق.

 

في تلك اللحظة، قرر أيوب أنه سيبدأ بتغيير نفسه. ذهب إلى منه بعد وقت قليل وقال لها: “أنا آسف إذا شعرتِ أنني بعيد عنك. أنا حقًا أحب صحبتك، لكنني لا أستطيع التعبير عن مشاعري جيدًا. أنا فقط خائف من أن يفهموني بشكل خاطئ.”

 

ابتسمت منه وقالت: ” أنا أفهمك، ولكن التعبير عن المشاعر مهم جدًا في أي علاقة. لا تخف من أن تكون صريحًا معي. نحن أصدقاء، ويمكننا فهم بعضنا مهما كانت الكلمات صعبة.”

منذ ذلك اليوم، بدأ  في محاولة التعبير عن نفسه بشكل أفضل. وعلى الرغم من أنه كان يواجه صعوبة في البداية، إلا أنه بدأ يتحسن مع مرور الوقت. وكان يتحدث مع منه عن مشاعره، سواء كان سعيدًا أو حزينًا، وكان يشعر بالراحة بعد كل مرة يعبر فيها عن نفسه.

تعلم أن التعبير عن المشاعر ليس ضعفًا، بل هو خطوة نحو بناء علاقات أصدقائنا أكثر قوة. كما أدرك أن مشاعرنا يمكن أن تكون أداة للتواصل والتفاهم، وإذا استطعنا التعبير عنها بصدق، فإننا نصبح أقوى وأكثر قربًا من الآخرين.

اترك رد