حدوتة قبل النوم : عندما أزهرت زهرة الغفران
في يومٍ من الأيام، كان “آدم” و”ليلى” يلعبان معًا في الحديقة الصغيرة خلف منزلهم. اعتادا أن يقضيا ساعات طويلة في اللعب والضحك، وكانت ألعابهم دائمًا مليئة بالإبداع. لكن في ذلك اليوم، وقع خلاف بينهما. أراد آدم اللعب بسيارته المفضلة، بينما كانت ليلى ترغب في استخدام نفس اللعبة لبناء مدينة خيالية صغيرة.
قال آدم بحدة:
– “هذه لعبتي! لا يمكنكِ استخدامها!”
ردت ليلى بإصرار:
– “لكننا نلعب معًا دائمًا، أليس كذلك؟”
بدلاً من التفاهم، أخذ آدم اللعبة وذهب بعيدًا، تاركًا ليلى تجلس بمفردها تحت شجرة كبيرة. بدأت دموعها تنساب بهدوء، لكنها لم تقل شيئًا.
#### **تصاعد الأحداث**
مرّ اليوم، ولم يعتذر آدم. في الواقع، كان يعتقد أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا. أما ليلى، فكانت تشعر بخيبة أمل كبيرة. كيف يمكن لأقرب شخص لها أن يتجاهل مشاعرها بهذه الطريقة؟
في الأيام التالية، بدأت ليلى تبتعد عن آدم تدريجيًا. لم تعد تشاركه ألعابها، ولم تعد تضحك على نكاته كما كانت تفعل دائمًا. شعرت بأن العلاقة بينهما أصبحت باهتة.
وفي إحدى الليالي، مرضت ليلى فجأة. ارتفعت حرارتها، وبدأت تشعر بضعف شديد. اضطرت والدتها إلى أخذها للطبيب. كان آدم يلاحظ كل ذلك، لكنه تكابر ولم يسأل عنها. كان يشعر في داخله ببعض الحزن، لكنه لم يكن يعرف كيف يعبر عنه.
#### **النقطة الحاسمة**
بعد أيام من مرضها، عثر آدم بالصدفة على دفتر رسومات ليلى. كانت ليلى تحب الرسم كثيرًا، وكانت تملأ صفحات دفترها بالصور الملونة.
فتح الدفتر وبدأ يتصفحه. لاحظ أن الرسومات الأخيرة كانت مختلفة عن المعتاد. في إحدى الصفحات، رسمت ليلى صورة لنفسها وهي جالسة وحيدة بجانب سريرها، وبدت على وجهها علامات الحزن. بجانب الصورة، كتبت:
*”أتمنى لو كان آدم يسألني: هل أنتِ بخير؟”*
شعر آدم بوخز الضمير. كان يعلم أنه تصرف بأنانية، وأدرك كم كان غافلًا عن مشاعر أخته.
**النهاية**
في صباح اليوم التالي، قرر آدم أن يصلح خطأه. ذهب إلى الحديقة وجمع زهرة جميلة من الأزهار التي كانت ليلى تحبها دائمًا. ثم دخل غرفتها ووضع الزهرة بجانب سريرها.