في قرية صغيرة بجوار بحيرة هادئة، كانت تعيش بطة صغيرة اسمها “نوني”. كانت نوني تحب التأمل في السماء ورؤية الطيور الكبيرة وهي تحلق بعيدًا، وتحلم أن تنضم إليها يوماً ما وتطير معها، لكنها كانت تعرف أن أجنحتها الصغيرة ليست قوية بما يكفي.

حدوتة قبل النوم : رحلة حلم البطة نوني
وفي أحد الأيام، بينما كانت نوني تجلس بجوار البحيرة وتراقب السماء الزرقاء، جاء إليها طائر نورس كبير يُدعى “سامي”. لاحظ سامي حزن نوني وسألها، “لماذا تبدين حزينة يا نوني؟”
تنهدت نوني وقالت، “أحلم بالطيران مع الطيور الكبيرة، لكن أجنحتي ضعيفة، ولا أعتقد أنني أستطيع الطيران مثلها أبدًا.”
ابتسم سامي وقال، “الأمر ليس سهلاً، ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً. يمكنك أن تبدأ بالتدريب وتقوية أجنحتك خطوة بخطوة.” ثم عرض على نوني أن يساعدها، فأصبحت نوني وسامي يقضيان الوقت معًا كل يوم؛ كانت تتدرب على تحريك أجنحتها وتحاول الطيران قليلاً فوق سطح الماء.
مع الأيام، أصبحت أجنحة نوني أقوى وازدادت ثقتها بنفسها. وذات صباح مشرق، شعرت نوني بأنها مستعدة للمحاولة. رفرفت بأجنحتها الصغيرة بكل قوتها، وتمكنت أخيراً من التحليق لمسافة قصيرة فوق البحيرة!
كان شعور الطيران رائعًا لنوني، حتى لو كان لفترة قصيرة. ومع استمرارها في التدريب، أصبحت قادرة على الطيران أبعد وأعلى. لم تصل إلى ارتفاعات الطيور الكبيرة، لكنها كانت تشعر بالفخر لأنها حققت حلمها بطريقتها الخاصة.
مع مرور الأيام، استمرت نوني في التدرب يومًا بعد يوم، حتى أصبحت قادرة على التحليق لمسافات أطول. في أحد الأيام، أثناء تدريبها، رأت مجموعة من البط الصغير على ضفاف البحيرة وهم يراقبونها بإعجاب. اقتربت منها بطة صغيرة تُدعى “ريري” وسألتها، “كيف تعلمتِ الطيران يا نوني؟”
ابتسمت نوني وقالت، “الأمر يحتاج إلى صبر وتدريب، وأن لا تتخلي عن حلمكِ مهما كان صعبًا.”
ألهمت كلمات نوني البط الصغير، وطلبوا منها أن تعلمهم كيفية التحليق مثلها. شعرت نوني بالفخر، وبدأت تدربهم على تحريك أجنحتهم وتحفيزهم كما فعل معها صديقها سامي. أصبحوا جميعًا يتدربون سويًا كل يوم، وبدأت نوني تشعر أنها ليست وحدها في هذه الرحلة، بل لديها أصدقاء يشاركونها الشغف والحلم.
مع مرور الوقت، أصبح البط الصغير قادرًا على الطيران حول البحيرة، وأصبح لنوني فريق صغير من الأصدقاء الذين يؤمنون بأحلامهم ويعملون على تحقيقها. لم تعد نوني تحلم فقط بالطيران، بل أصبحت تحلم بأن تلهم الجميع لتحقيق أحلامهم، مهما كانت التحديات.