قصة علي وليان خطوة نحو الشجاعة
كان يا مكان في قرية جميلة محاطة بالزهور الملونة والأشجار العالية، عاشت عائلة محبوبة جدًا تتكون من ولد يُدعى علي وبنت تُدعى ليان. كان علي في العاشرة من عمره، بينما ليان كانت في التاسعة. كانا أخوين رائعين، ويمتازان بالطيبة والاحترام. يعشقون اللعب مع أصدقائهم، ويحبون قضاء الوقت مع والدتهم، التي كانت تعتبر أفضل صديقة لهم.
على الرغم من محبتهم، كان لدى علي وليان مشكلة كبيرة. فهما لم يكونا يعرفان كيف يأخذان حقهما عند تعرضهما للظلم. ففي المدرسة، كان هناك بعض الأطفال الذين يضربونهم أو يسيئون إليهم. كلما تعرض أحدهما للإيذاء، يذهب إلى والدتهما وهو حزين وزعلان.
في يوم من الأيام، جاء علي إلى المنزل وهو في حالة من التوتر. كانت عينه تلمع بالدموع، وهو يتألم من الضرب الذي تعرض له من قبل أحد زملائه. عندما سألته والدته، قال: “لقد ضربني سامي، لكنني لا أستطيع أن أقول له أي شيء لأنني ضعيف وصغير.”
جلست الأم مع علي وسألته: “لماذا لم تأخذ حقك من سامي؟” كان علي يشعر بالخجل، وردّ: “لأنني لا أعرف كيف أفعل ذلك، وأنا خائف.”
كانت الأم زعلانة جدًا من ذلك، فقالت له: “علي، لا يجب أن تسمح لأحد أن يضربك. عليك أن تتحدث إلى المعلم أو تدافع عن نفسك. يجب أن تكون قويًا ولا تتردد في أخذ حقك.”
ثم قررت الأم أن تذهب إلى المدرسة في اليوم التالي لمقابلة المعلم، لتشرح له ما يحدث.
في اليوم التالي، كانت ليان تشعر بالتوتر أيضًا، حيث أنها كانت تعلم أن أخاها علي يعاني. وفي أثناء الفسحة، قررت أن تقترب من علي وتدعمه، قائلة: “علينا أن نكون شجعانًا ونواجههم معًا. إذا قمنا بذلك سويًا، فلن نكون خائفين.”
وفي اليوم التالي، ذهب علي وليان إلى المدرسة وعزما على مواجهة الموقف بشجاعة. بعد انتهاء الحصص، اتجهوا إلى غرفة المعلم وأخبروه بكل ما حدث.
كان المعلم مصدومًا من الأخبار، وأخذ الموضوع بجدية. قال للطلاب: “لا يجب على أي شخص أن يتعرض للإيذاء، ومن الضروري أن نكون جميعًا هنا لحماية بعضنا البعض.”
بفضل شجاعة علي وليان، بدأ المعلم بالتحدث مع الطلاب حول أهمية الاحترام وحل النزاعات بطريقة سلمية. وأخبرهم أنه سيقوم بتنظيم نشاطات لتعزيز التعاون بين الطلاب.
بدأت الأمور تتغير في المدرسة، حيث بدأ الأطفال يدركون أهمية أن يكونوا لطفاء مع بعضهم البعض. كما عُقدت عدة ورش عمل حول كيفية التعامل مع المشاكل وكيفية الإبلاغ عن أي ظلم يتعرض له أي طالب.
مع مرور الوقت، أصبح وليان أكثر ثقة في أنفسهم. تعلموا كيفية الدفاع عن أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم. بدأ علي يشعر بالقوة، وأصبح قادرًا على التحدث أمام الآخرين.
كما أن ليان أصبحت أكثر نشاطًا في الأنشطة المدرسية، وبدأت تدعم أخاها دائمًا. وعندما تعرض أي منهما للإيذاء، كانا يتحدثان مع بعضهما البعض ويدعمان بعضهما.
في النهاية، أدرك وليان أن القوة ليست في الحجم أو القوة البدنية، بل في الشجاعة والإرادة. وأنهم معًا يمكنهم مواجهة أي تحدٍ. وعادت الابتسامة إلى وجوههم، وعادت السعادة إلى قريتهم الجميلة، حيث أصبح الجميع يحبهم أكثر.