حدوتة قبل النوم:قصة يوميات ماجد وصديقه أحمد
في حي صغير هادئ، عاش ماجد، الطفل المفعم بالحيوية، وصديقه أحمد، الذي كان كفيفًا. رغم اختلافاتهما، كانا لا يفترقان، يقضيان الوقت في اللعب واستكشاف العالم بطرقهما الخاصة.
في يوم من الأيام، أثناء طريقهما إلى الحديقة، واجه أحمد حفرة صغيرة في الطريق. أسرع ماجد لمساعدته، لكن أحمد توقف قائلاً: “انتظر، دعني أجرب بمفردي.” دهش ماجد وهو يشاهد أحمد يستخدم عصاه بمهارة ليكتشف العقبة ويتجاوزها. عند وصولهما، اقترح ماجد لعب كرة القدم. ضحك أحمد: “كيف ألعب وأنا لا أرى الكرة؟” لمعت فكرة في رأس ماجد، فأحضر جرسًا وربطه بالكرة. بدأ اللعب، واستطاع أحمد سماع الجرس، مما جعله يتحرك بثقة. عندما أحرز أحمد هدفًا، انفجرت ضحكات الجميع فرحًا، وكانت تلك اللحظة مليئة بالبهجة.
رحلة إلى السوق
في اليوم التالي، قرر ماجد مرافقة أحمد إلى السوق. أثناء السير بين الأكشاك، علّم أحمد ماجد كيف يميز الفواكه بلمسها وشمّها. أمسك أحمد ببرتقالة وقال: “هذه ليست مجرد برتقالة. انظر كيف رائحتها حلوة وملمس قشرتها خشن.” أدرك ماجد أن الحواس الأخرى يمكن أن تكون بوابة لاستكشاف أشياء لم يكن يلاحظها من قبل.
زيارة المكتبة
ذات يوم، اقترح ماجد زيارة مكتبة الحي. هناك، اكتشف كتبًا مكتوبة بطريقة برايل. بدأ أحمد يشرح لماجد كيف يقرأ باستخدام أطراف أصابعه. دهش ماجد من سرعة أحمد في التعرف على الكلمات. وفي لحظة إلهام، قرر ماجد أن ينظم نشاطًا خيريًا لجمع التبرعات لشراء كتب برايل جديدة للأطفال المكفوفين.
مسابقة الطهي
وفي نهاية الأسبوع، قرر ماجد وأحمد المشاركة في مسابقة طهي محلية. اقترح أحمد إعداد عصير برتقال طازج باستخدام الفواكه التي تميزها بمهارته. تعاون الصديقان في تقشير الفواكه وعصرها. عندما قدما العصير للجنة التحكيم، أشاد الجميع بالطعم الفريد وبروح الفريق بينهما.
الرحلة المدرسية
في رحلة مدرسية إلى الجبل، كان أحمد مترددًا في البداية بسبب التضاريس الوعرة. شجّعه ماجد قائلًا: “أنا بجانبك، لنجرب معًا.” خلال الرحلة، علّم أحمد زملاءه كيف يمكنهم الاعتماد على أصوات الرياح والشعور بالحجارة لمعرفة اتجاهاتهم.
في كل مساء، كانا يجلسان معًا لسماع كتاب صوتي أو سرد قصص من خيالهما. قال أحمد يومًا: “العالم أجمل عندما نرى بقلوبنا.” أخذ ماجد هذه العبارة كدرس ثمين، وصار أكثر تعاطفًا وتقديرًا للفروق.
في النهاية، لم تكن يوميات ماجد وأحمد مجرد مغامرات عابرة، بل كانت دروسًا غيّرت نظرتهما للعالم. ماجد تعلم أن التحديات لا تعيق الإبداع، وأحمد وجد في صديقه شريكًا حقيقيًا يرى الجمال في كل اختلاف.