قصة محمود الصبر والتعامل الطيب

                     قصة محمود الصبر والتعامل الطيب
في قرية شعبية صغيرة، عاش ولد يُدعى محمود مع والده في سوبر ماركت خاص بهم. كان محمود شابًا لطيفًا ومحبوبًا بين أهل القرية، حيث اشتهر بمعاملته الطيبة للناس. كان يساعدهم بابتسامة على وجهه، ويقدم لهم ما يحتاجونه بكل ود وحب. أما والده، فكان شخصية مختلفة تمامًا. كان دائمًا متعصبًا، وغالبًا ما كان يصرخ في وجه الزبائن بسبب أبسط الأمور.

محمود

على سبيل المثال، في أحد الأيام، جاء أحد الزبائن ليطلب بعض الخضروات، وعندما لم يجد ما يريده، بدأ يتذمر. عوضًا عن التعامل بلطف، انفجر الأب في وجهه قائلاً: “لماذا لا تأتي في وقت مبكر؟ نحن لا نستطيع تلبية طلباتك في كل مرة!” شعر محمود بالخجل من تصرف والده، بينما سارع ليعتذر للزبون. قال له: “أنا آسف، سنعمل على توفير ما تحتاجه في المرة القادمة.”

ومع مرور الأيام، أصبح وضع والده أكثر سوءًا. لم يكن يستمع لنصائح محمود، بل استمر في التعصب مع الزبائن، مما جعل العديد منهم يبتعدون عن المتجر. في أحد الأيام، بعد أن انتهت فترة العمل، جلس محمود مع والده في المنزل. وكان يشعر بالقلق بسبب سلوك والده. لذلك، قرر أن يتحدث معه بصراحة.

قال محمود: “أبي، لماذا تتعصب دائمًا على الزبائن؟ إنهم يأتون إلى هنا لأنهم يثقون بنا. أعتقد أنه يجب أن نكون أكثر صبرًا معهم.” لكن الأب، الذي كان مشغولًا بالتفكير في ضغوط العمل، لم يقتنع بكلام ابنه. قال: “لا تفهم، محمود. الأمور صعبة هنا، وأنا أعمل بجد. يجب أن أكون صارمًا.”

في اليوم التالي، بينما كان محمود يعمل في المتجر بمفرده، لاحظ كيف أن الزبائن كانوا أكثر راحة عندما كان يتعامل معهم بلطف وابتسامة. وقد لاحظ أن بعضهم كانوا يشتكون من خدمة والد محمود. شعر بحزن شديد، وقرر أنه يجب عليه إيجاد طريقة لمساعدة والده.

بعد فترة من التفكير، جاءته فكرة. دعا بعض الزبائن المحبوبين من القرية لحضور جلسة صغيرة في السوبر ماركت في نهاية الأسبوع. أراد أن يُظهر لوالده كيف يمكن أن يكون التعامل الطيب مع الزبائن مفيدًا. عندما جاء الزبائن، بدأ محمود يتحدث معهم، وتبادل الضحكات والنكات، وأظهر لهم كيف يمكن أن تكون التجربة ممتعة.

رأى الأب من بعيد كيف أن محمود ينجح في جعل الزبائن يشعرون بالسعادة والراحة. قرر أن يقترب منهم، ورأى كيف أن الناس يضحكون ويستمتعون. شعر بشيء من الخجل، وبدأ يدرك أن تعصبه كان يؤثر سلبًا على عملهم.

في نهاية اللقاء، اقترب من الزبائن وقال: “أعتذر عن سلوكي في الماضي. سأعمل على تحسين طريقة تعاملي معكم. شكرًا لكم على صبركم.” كانت هذه الكلمات بمثابة بداية جديدة للأب.

منذ ذلك اليوم، بدأ الأب يتغير. أصبح أكثر صبرًا ولطفًا مع الزبائن، مما جعل الناس يعودون إلى المتجر بشكل متكرر. كانت السعادة واضحة على وجه محمود، حيث شعر بأن جهوده لم تذهب سدى.

الصبر واللطف هما أساس النجاح في التعامل مع الآخرين. يجب علينا أن نتذكر أن الكلمات الطيبة والابتسامة يمكن أن تصنع الفارق في حياة الآخرين، وأن التعصب لا يؤدي إلا إلى البعد والفشل.

اترك رد