قصة آدم و الخجل
في قرية جميلة وسط التلال الخضراء، عاش ولد يدعى آدم. كان آدم طيب القلب وهادئ الطباع، لكنه كان خجولًا للغاية. في المدرسة، لم يكن يتحدث مع زملائه كثيرًا، ودائمًا ما كان يجلس وحيدًا في الصف أو أثناء اللعب في الفناء. بسبب هدوئه المفرط وخجله، كان بعض الأطفال يسخرون منه وينعتونه بالألقاب، مما زاد من عزلته.

لكن وسط تلك الأجواء، كانت هناك فتاة واحدة اسمها جميلة، مختلفة تمامًا عن الجميع. جميلة كانت شجاعة، ودائمًا تدافع عن آدم عندما يسخر منه الآخرون. كانت تقول:
“آدم ولد طيب، وعيب إنكم تتعاملوا معاه بالشكل ده!”
تطورت الصداقة بين آدم وجميلة، وأصبحت هي الوحيدة التي يفهمها ويتحدث معها. كانت جميلة تحاول دائمًا إخراج آدم من قوقعته، وتشجعه على التفاعل مع الآخرين.
كان آدم يشعر بالأمان عندما يكون مع جميلة. كانا يلعبان معًا بعد المدرسة، ويتبادلان الحديث عن أحلامهما وأفكارهما. لم يكن آدم يملك أصدقاء آخرين غير جميلة، وكانت هي تدرك أن خجله يمنعه من التفاعل مع الآخرين. لذلك، كانت تبذل قصارى جهدها لجعله يشعر بأنه شخص مميز.
في أحد الأيام، مرضت جميلة فجأة وغابت عن المدرسة. علم آدم من زملائه أنها تعاني من نزلة برد قوية، لكنها ستتعافى قريبًا. أراد آدم أن يسأل عنها أو يطمئن على حالتها، لكنه كان مترددًا.
“ماذا أقول؟ كيف أسأل؟ ماذا لو شعرت أني مزعج؟” كان يتحدث مع نفسه بتردد، مما زاد من صراعه الداخلي.
مرّت أيام وجميلة لم تعد إلى المدرسة. لم يذهب آدم إلى بيتها، ولم يحاول حتى إرسال رسالة بسيطة ليطمئن عليها.
عندما تعافت جميلة وعادت إلى المدرسة، كانت سعيدة بلقاء أصدقائها، لكنها شعرت بخيبة أمل كبيرة لأن آدم لم يسأل عنها طوال فترة غيابها. وعندما اقترب منها آدم بابتسامته الهادئة ليحييها، تفاجأ بنظرة الحزن والبرود على وجهها.
قالت جميلة بحزم:
“آدم، كنت أظنك صديقي المقرب. كنت أظنك تهتم بي، لكنك لم تسأل عني طوال فترة مرضي. كيف يمكنني أن أعتبرك صديقًا قريبًا بعد الآن؟”
شعر ادم وكأن الكلمات كانت سهامًا تصيبه في قلبه. لم يكن يتوقع أن تكون جميلة بهذه الحدة، لكنه أدرك أنها محقة. حاول الاعتذار، لكنه كان مرتبكًا جدًا ولم يعرف ماذا يقول.
قال ادم بتلعثم:
“جميلة… أنا آسف… أنا… لم أعرف كيف أتحدث… كنت خائفًا أن أقول شيئًا خطأ…”
لكن جميلة قاطعته قائلة:
“ادم، ليس هناك أعذار. الصديق الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة. عندما كنت بحاجة لك، لم تكن موجودًا.”
تركته وذهبت، تاركة آدم يشعر بفراغ كبير وحزن عميق.
عاد ادم إلى المنزل وظل يفكر طوال الليل. أدرك أن خجله كان سببًا في ابتعاد الناس عنه، وأنه كاد أن يخسر صديقته الوحيدة بسبب تردده وصمته. قرر أنه يجب أن يتغير.
في اليوم التالي، جمع شجاعته وذهب إلى جميلة مرة أخرى. قال لها:
“جميلة، أعلم أنني أخطأت. أنا آسف جدًا لأنني لم أسأل عنك. خجلي يمنعني من التعبير عن مشاعري، لكن هذا ليس عذرًا. أنتِ أقرب الأصدقاء لي، ولا أريد أن أخسرك. أرجوكِ سامحيني.”
لم ترد جميلة على الفور. لكن ادم أصر، وأكمل حديثه قائلًا:
“أنا أعلم أن الكلام لا يكفي، لكني مستعد لفعل أي شيء لأعوض عن خطئي. لقد تعلمت درسًا كبيرًا
نظرت جميلة إلى ادم، ورأت في عينيه صدقًا لم تره من قبل. أدركت أن ادم لم يكن يقصد إيذاءها، وأنه يحتاج إلى دعمها أكثر من أي وقت مضى
قالت له بابتسامة خفيفة:
“ادم، أنا زعلت لأنك مهم بالنسبة لي أقبل اعتذارك لكن عليك أن تثبت أنك تستطيع أن تكون صديقًا يعتمد عليه
شعر ادم بالراحة والسعادة. شكر جميلة ووعدها بأن يكون أكثر شجاعة
منذ ذلك اليوم، تغير تدريجيًا. بدأ يواجه خجله، ويتعلم كيف يعبر عن مشاعره بصدق فقد أدركت أن كل شخص لديه نقاط ضعف وأن الصداقة الحقيقية تعني مساعدة الآخرين على التغلب على عيوبهم.