في قرية صغيرة محاطة بالجبال والغابات، كان هناك فتى يُدعى سامي. كان سامي فتىً هادئًا ومحبوبًا من قبل الجميع، لكنه كان يعاني من مشكلة كبيرة: انعدام الثقة بالنفس. كان دائمًا يتجنب التحدث أمام الآخرين، حتى في المدرسة، وكان يشعر بالخوف من المشاركة في الأنشطة.
ذات يوم، قررت المدرسة تنظيم رحلة إلى جبال “المغامرة”، وهي منطقة مشهورة بجمالها الطبيعي وتضاريسها المثيرة. تحدث المعلمون بحماس عن جمال المناظر الطبيعية التي ستراها الفرق، وعن التجارب الرائعة التي ستخوضها. الجميع كان متشوقًا لهذه الرحلة، لكن سامي كان يشعر بالقلق والخوف من الفشل في تحدي تسلق قمة الجبل.
عندما جاء يوم الرحلة، كان سامي ينظر إلى أصدقائه وهم يتحدثون بحماس عن التحدي. في قلبه، كان يقول لنفسه: “لا أستطيع القيام بذلك، سأكون ضعيفًا وسأخذلهم.” قرر أن يتراجع عن المشاركة، لكنه شعر بشيء ما يمنعه من القيام بذلك، كأن شيئًا في أعماقه كان يدعوه إلى مواجهة مخاوفه.
قبل بدء الرحلة، جاء إليه صديقه المقرب علي. نظر إليه بعينين مليئتين بالثقة وقال: “سامي، لماذا لا تشارك معنا؟ نحن نحتاجك! لديك مهارات ممتازة، لكن عليك فقط أن تثق بنفسك.” كلمات علي أثارت شيئًا في سامي، مما جعله يفكر في إمكانية التغيير. لكن ما زال يشعر بالتردد.
في نهاية المطاف، قرر سامي الانضمام إلى الفريق. كان قلبه ينبض بسرعة، لكنه شعر بقلق أقل عندما رأى حماس أصدقائه. بدأوا السير في الغابة، وكانت الأشجار الكثيفة تعطيهم شعورًا بالحرية. كل خطوة كانت تضعهم في مغامرة جديدة، ومع مرور الوقت بدأ سامي يشعر بشيء من الحماس.
عندما اقتربوا من الجبل، بدأ سامي يشعر بالتوتر مرة أخرى. بينما كانوا يتسلقون الجبل، واجهوا تحديات مختلفة. في أحد المقاطع، كانت الصخور زلقة جدًا، وكان الفريق بحاجة إلى العمل معًا لتجاوزها. على الرغم من شعور سامي بالخوف، قرر أن يقدم المساعدة. استخدم مهاراته في التفكير لحل المشكلة واقترح طريقة جديدة لتجاوز العقبة. فاجأ الجميع بمبادرته، وأشاد به أصدقاؤه، مما زاد من ثقته بنفسه.
استمرت المغامرة، ومع كل تحدٍ يواجهونه، كانت ثقة سامي بنفسه تزداد. صادفوا نهرًا يجري بقوة، وكان يجب عليهم عبوره. كان يشعر بالخوف من الماء، لكنه تذكر كلمات علي ودعمه. قرر القفز في الماء مع بقية الفريق، واكتشف أنه كان قادرًا على السباحة بشكل جيد. كل تحدٍ كان يزيد من شجاعته ويفتح له آفاق جديدة.
مع اقترابهم من قمة الجبل، شعر سامي بأن شجاعته تنمو أكثر. واصلوا تسلق الجبل حتى وصلوا إلى نقطة صعبة للغاية. كان يجب عليهم تسلق جدار عمودي، وكان هذا الأمر يتطلب قوة كبيرة. هنا، شعر سامي ببعض القلق مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يستسلم. تذكر كيف ساعد فريقه في التحديات السابقة وقرر أن يقفز إلى الأمام.
قال لنفسه: “أنا أستطيع فعل هذا. أنا جزء من الفريق، وهم بحاجة إلي.” بدأ في تسلق الجدار، وبتشجيع أصدقائه، تمكن من الوصول إلى القمة. وعندما وصل، شعر بشعور لم يشعر به من قبل، شعور الفخر والثقة بالنفس. كانت المناظر مذهلة، وقد احتفلوا بإنجازهم معًا، وبدت السماء أكثر إشراقًا وكأنها تحتفل بهم.
في رحلة العودة إلى القرية، كان سامي يتحدث بثقة مع أصدقائه، وشاركهم أفكاره حول الرحلة وتجربته الشخصية. أصبح مرجعًا لزملائه، وكان يُظهر لهم كيف يمكنهم تحقيق النجاح عندما يؤمنون بأنفسهم. لم يكن مجرد فتى خجول بعد الآن، بل كان مصدر إلهام.
في النهاية، تعلم سامي درسًا قيمًا عن الثقة بالنفس. وعاد إلى مدرسته ليس فقط كفتى قد تجاوز تحدي، بل كشخص لديه القدرة على الإلهام. من تلك اللحظة، قرر أن يكون دائمًا واثقًا بنفسه، وأن يشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه.
الدرس: الثقة بالنفس ليست شيئًا يولد به الإنسان، بل يمكن اكتسابها من خلال التجارب والتحديات. عندما نواجه مخاوفنا، نجد قوتنا الحقيقية.