قصة كريم واحترام الجميع

                           قصة كريم واحترام الجميع
في مدينة صغيرة تقع على ضفاف نهر هادئ، عاش فتى يُدعى كريم. كان كريم يبلغ من العمر 14 عامًا، وكان معروفًا بأدبه وهدوئه بين أهل الحي. كريم كان دائمًا ما يعامل الجميع باحترام، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا. لكن رغم ذلك، لم يكن الجميع في مدرسته يقدر قيمة الاحترام.

 

في أحد الأيام، دخل كريم إلى الفصل وجلس في مكانه المعتاد بجوار صديقه عمرو. ولكن كان هناك طالب جديد يُدعى سامي. سامي كان معروفًا بتصرفاته المزعجة وعدم احترامه للآخرين. كان يستهزئ بزملائه ويتحدث بوقاحة حتى مع

المعلمين.في البداية، حاول كريم تجنب الاحتكاك بسامي. لكنه لاحظ أن سامي بدأ يستهدفه بشكل خاص، حيث كان يسخر منه ويستهزئ بطريقة كلامه وأدبه. كان سامي يعتقد أن الاحترام هو علامة على الضعف، وكان يرى في كريم فرصة للسخرية

والاستهزاء.في أحد الأيام، قرر سامي أن يتحدى كريم أمام زملائه. اقترب منه وقال بصوت مرتفع: “أنت دايمًا تتكلم باحترام مع الكل، بس في الحقيقة، ده لأنك ضعيف ومش عارف تواجه الناس!” كان الجميع ينتظر رد كريم، وكان الجو مشحونًا بالتوتر.

لكن لم ينفعل ولم يغضب. بل نظر إلى سامي بابتسامة هادئة وقال: “الاحترام مش ضعف، الاحترام قوة. إنك تحترم الآخرين يعني إنك تحترم نفسك أولًا. الناس هتعاملك بنفس الطريقة اللي بتعاملهم بيها.”

سامي لم يكن متوقعًا هذا الرد. شعر بالحرج أمام الجميع، لكنه لم يظهر ذلك. ضحك وقال: “الكلام ده مش هينفعك في العالم الحقيقي.”في تلك اللحظة، دخل المعلم إلى الفصل وكان قد سمع كل ما حدث. نظر إلى وقال: “كريم، أنت بتعلمنا كلنا

درس مهم النهاردة. الاحترام هو أساس التعامل بين الناس، واللي بيقدر يحترم غيره هو الشخص اللي عنده قوة حقيقية.”ثم نظر المعلم إلى سامي وقال: “سامي، الاحترام مش حاجة بنكتسبها بالقوة أو بالسخرية من الآخرين. الاحترام بيتبني من

خلال سلوكنا وأفعالنا. لو عايز الناس تحترمك، لازم تبدأ أنت باحترامهم.”

بعد هذا الموقف، بدأ سامي يفكر في كلام المعلم. أدرك أن القوة الحقيقية لا تأتي من الاستهزاء بالآخرين، بل من الاحترام والتعامل بلطف. بدأ يتغير تدريجيًا، وأصبح يحاول أن يكون أكثر احترامًا في تعامله مع زملائه.

بمرور الوقت، لاحظ هذا التغيير في سلوك سامي، ولم يكن غاضبًا منه على الإطلاق. بل رحب بالتغيير وأصبح يساعده في الدراسة ويشاركه أفكاره.

القصة تعلمنا أن الاحترام هو جوهر العلاقات الإنسانية. الشخص الذي يحترم الآخرين يكتسب احترامهم، ويعزز من مكانته في المجتمع. الاحترام ليس ضعفًا، بل هو دليل على قوة الشخصية والنضج. كما أن الاحترام يمكن أن يكون سببًا لتغيير سلوك الآخرين إلى الأفضل، كما حدث مع سامي.

الاحترام هو أساس كل علاقة ناجحة، وهو ما يجعل المجتمع أكثر ترابطًا وتفاهمًا.

اترك رد