قصة ليلى وسحر الجليد

                               قصة ليلى وسحر الجليد
في مملكة صغيرة محاطة بالجبال والأنهار المتجمدة، كانت تعيش شقيقتان: ليلى، الكبرى، ونورا، الصغرى. منذ طفولتهما، كانت ليلى تمتلك قوى غريبة تمكنها من التحكم بالجليد والثلج. لكن هذه القوى، رغم جمالها، كانت تحمل خطرًا كبيرًا

في أحد الأيام، أثناء اللعب مع أختها الصغيرة، فقدت ليلى السيطرة على قوتها وأصابت نورا عن غير قصد. خافت العائلة على نورا، فطلبوا من حكماء الجبال أن يساعدوا في شفاءها. وبالفعل، شفيت نورا، لكن الحادثة جعلت ليلى تعزل نفسها تمامًا عن أختها وعن العالم خوفًا من إيذاء الآخرين.

 

 

مرت السنوات، وكبرت الشقيقتان بعيدتين عن بعضهما. عندما بلغت ليلى سن الرشد، تم اختيارها لتصبح ملكة المملكة. في يوم التتويج، تجمّع الناس من كل مكان للاحتفال. لأول مرة منذ سنوات، فتحت أبواب القصر، وشعرت نورا بفرصة لإعادة علاقتها مع أختها.

لكن أثناء الاحتفال، حدث ما لم يكن في الحسبان. في لحظة انفعال، أظهرت ليلى قواها أمام الجميع. شعرت بالخوف والعار، فهربت إلى الجبال العالية حيث يمكنها أن تعيش وحدها بعيدًا عن العالم.

 

 

 

لم تتحمل نورا رؤية أختها تهرب. قررت أن تذهب بنفسها للبحث عنها، رغم العاصفة الثلجية التي أغرقت المملكة. في رحلتها، واجهت نورا تحديات كثيرة، من بينها ذئاب جائعة، وانهيارات جليدية، لكن إيمانها بأختها أعطاها القوة للاستمرار.

 

 

في الطريق، التقت نورا بشاب يدعى ريان، كان يجمع الحطب من الغابات ليعيش. عرض مساعدتها في الوصول إلى الجبال، حيث يعتقد أن ليلى قد تكون هناك.

 

عندما وصلت نورا إلى قصر جليدي ضخم في أعلى الجبل، وجدت أختها. لكن ليلى كانت مختلفة؛ أصبحت أكثر انعزالًا وخوفًا. حاولت نورا إقناعها بالعودة، لكنها رفضت.

 

 

“أنا لا أريد أن أؤذي أحدًا يا نورا. هنا، أنا بأمان، والجميع بأمان مني”، قالت ليلى.
ردت نورا: “لكننا نحتاجك! أنت لست خطرًا، بل هدية. المشكلة ليست في قوتك، بل في خوفك منها”.

 

بينما كانت الأختان تتحدثان، حدث انهيار جليدي هائل هدد المملكة بأكملها. كان على ليلى اتخاذ قرار: هل تبقى معزولة أم تستخدم قوتها لإنقاذ المملكة؟

 

 

بمساعدة نورا، أدركت أن حبها لأختها يمكن أن يكون المفتاح لتحكمها بقواها. عادت إلى المملكة مع نورا، وباستخدام قوتها، أوقفت العاصفة وأنقذت الجميع.

 

 

عادت الحياة إلى المملكة، وعادت العلاقة بين الأختين أقوى من أي وقت مضى. تعلمت أن قوتها ليست نقمة، بل نعمة يمكن أن تكون مصدر خير إذا استخدمت بحب. وأصبحت نورا دائمًا بجانب أختها لتذكرها بأنها ليست وحدها.

 

 

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت مملكة الجليد رمزًا للحب، القوة، والإرادة.

الخوف يعزلنا عن من نحب، لكن الحب يحررنا ويمكّننا من التغلب على أي تحدٍ.

اترك رد