قصة نورة والمصباح العجيب
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال الشاهقة، كانت تعيش فتاة تُدعى نورة. نورة كانت فتاة فضولية، دائما ما تسعى لاكتشاف كل ما هو جديد ومثير. كانت تحب التجوال في الطبيعة، واللعب بين الأشجار والزهور، ولكن هناك شيء واحد كان يثير فضولها أكثر من أي شيء آخر: القصص القديمة عن المصباح العجيب.

كانت الجدات في القرية تروي قصصا عن مصباح سحري يقال إنه مدفون في أحد الكهوف القريبة. يشاع أن من يجد هذا المصباح سيحقق له ثلاثة أمنيات. كانت نورة تستمع بشغف لتلك القصص، وتتمنى أن تجد هذا المصباح يوما ما.
في يوم من الأيام، قررت نورة أنها ستبحث عن هذا المصباح. جهزت حقيبتها ببعض الطعام والماء، وانطلقت نحو الجبال. كان قلبها ينبض بالحماس، فهي تعرف أن مغامرة تنتظرها.
بعد ساعات من التجوال، وصلت نورة إلى مدخل كهف مظلم. كان الجو داخل الكهف باردا، وعندما دخلت، بدأت تتردد أصداء صوت خطواتها. استخدمت شعلة صغيرة لإضاءة الطريق، وبدأت تتفقد الجدران. فجأة، لمحت شيئًا يلمع في زاوية الكهف. اقتربت منه بحذر، لتجد مصباحًا قديما ومغبرا.
عندما مسحت نورة الغبار عن المصباح، حدث شيء غير متوقع! خرج من المصباح دخان كثيف، وتكونت منه شخصية غريبة: جني المصباح! كان الجني ضخما وعيناه تلمعان. قال بصوت عميق: “شكرا لك على إطلاق سراحي! لقد كنت محبوسا في هذا المصباح لآلاف السنين. سأحقق لك ثلاثة أمنيات.”
فرحت نورة كثيرا، وبدأت تفكر في ما تريده. ولكن بدلاً من أن تطلب شيئا لنفسها، قررت أن تكون أمنياتها لمساعدة أهل قريتها.
الأمنية الأولى كانت أن يفيض الخير والرخاء على قريتها. فجأة، انتشرت المحاصيل في الحقول، وبدأ الناس يشعرون بالسعادة والازدهار.
الأمنية الثانية كانت أن تشفى الأمراض التي عانت منها والدتها. وفي لمح البصر، شفيت والدتها وعادت إليها صحتها.
لكن الأمنيات الثلاث كانت تتطلب التفكير العميق، وعندما جاء دور الأمنيات الأخيرة، تفاجأت نورة. بدأت تفكر في ما قد تحتاجه القرية أكثر. قالت: “أريد أن نعيش في سلام وأمان دائمين.” عندها، أضاء الجني بريقا سحريا، وانطلقت أمواج من الطاقة الإيجابية في أرجاء القرية.
عادت نورة إلى قريتها، وكانت الأجواء مليئة بالفرح والسرور. أدركت أن أمنياتها لم تحقق فقط لها، بل لجميع سكان قريتها. الجميع احتفل بنجاحها، وشكروا نورة على شجاعتها وكرمها.
منذ ذلك اليوم، أصبحت بطلة في عيون أهل القرية. أدرك الجميع أن السعادة لا تأتي من الأمنيات الفردية، بل من الأعمال النبيلة والمساعدة المتبادلة. وواصلت نورة مغامراتها في الطبيعة، تستكشف كل ما هو جديد، لكن قلبها كان مليا بالحكمة ومعرفة أن الفعل الطيب هو المصباح العجيب الحقيقي الذي ينير حياة الجميع.
وهكذا، عاشت حياتها بين الطبيعة الجميلة وأهلها، واستمرت في مشاركة السعادة والمحبة مع كل من حولها. كانت تعلم أن العجائب تحدث عندما تتبع قلبك وتعمل من أجل الخير.