قصص خيال : الطفل اليتيم الطيب والبيضة العنيدة

قصص خيال : الطفل اليتيم الطيب والبيضة العنيدة

 

قصص خيال : الطفل اليتيم الطيب والبيضة العنيدة
قصص خيال : الطفل اليتيم الطيب والبيضة العنيدة

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

اليتيم الطيب والبيضة الغريبة

في إحدى المدن البعيدة، عاش طفل صغير يدعى “كريم”، يتيم الأبوين، لا يملك من الدنيا سوى كوخ صغير وبعض الأواني القديمة. كان كريم ينام أحيانًا جائعًا، ولكنه لم يشتكِ أبدًا، لأن قلبه كان مليئًا بالإيمان والصبر.

في يومٍ من الأيام، وجد كريم بيضة بيضاء غريبة ملقاة على الأرض أمام كوخه. حملها بحذر وتفحصها بدهشة، لأنها كانت أكبر من البيض العادي وبلمسة ملساء لامعة كأنها مغطاة بالحرير. قرر أن يحتفظ بها لعشائه، لكن في طريق عودته، مرّ برجل مسكين يجلس على حافة الطريق، يبدو عليه الجوع والإرهاق.

عطاء بلا مقابل

رغم أن كريم كان يعلم أن البيضة هي كل ما لديه للعشاء، إلا أنه قرر أن يُظهر كرمه. مد يده بالبيضة إلى الرجل وقال:
“خذها، يا عمي. أنت بحاجة لها أكثر مني.”
تردد الرجل قليلاً، لكنه أخذ البيضة في النهاية. وما إن تفحصها حتى عبس وجهه وألقى البيضة على الأرض قائلاً بصوت غاضب:
“هل تسخر مني، يا ولد؟ هذه ليست بيضة عادية! إنها لا تُكسر ولا تُؤكل!”

اندهش كريم مما قاله الرجل، فأخذ البيضة مجددًا ونظر إليها بدهشة. وبمجرد أن أمسكها بيديه، أضاءت البيضة بنورٍ خافت وأصدرت صوتًا غريبًا. فجأة، شعر كريم بدوار خفيف، ووجد نفسه في مكان مختلف تمامًا.

عالم البيض العجيب

وجد كريم نفسه في أرض غريبة لا تشبه أي مكان رآه من قبل. كانت السماء صافية، والأرض ممتلئة بالبيض الضخم الذي يتلألأ بألوان معدنية براقة مثل الذهب والفضة والألماس. اقترب منه أحد سكان هذه الأرض، وكان على شكل بيضة ضخمة بوجه مبتسم، وقال:
“مرحبًا بك في عالم البيض العجيب! نحن ننتظرك منذ زمن طويل.”

سأله كريم باندهاش: “كيف وصلت إلى هنا؟ ولماذا تنتظرونني؟”
ابتسم البيضاني وقال: “هذه البيضة العنيدة التي تحملها هي مفتاح هذا العالم. إنها بيضة نادرة لا يملكها إلا القلوب الطيبة التي تُضحّي بما تملك لمساعدة الآخرين. لقد أثبت أنك تستحق الدخول إلى هذا العالم.”

الكنوز الخفية

قاد البيضاني كريم إلى مكان مليء بالبيض المتراص في صناديق فاخرة. كانت كل بيضة مميزة بلونها وبريقها، وقال له:
“هذه البيضات ليست طعامًا، بل هي معادن نفيسة تُساوي ثروات لا تُعد. لقد أصبحت الآن أغنى طفل في العالم بسبب كرمك.”

تفاجأ كريم مما سمعه، لكنه لم يشعر بالطمع. سأل البيضاني: “ماذا أفعل بهذه الثروة؟ وكيف أعود إلى عالمي؟”
أجاب البيضاني: “يمكنك أخذ ما تشاء، ولكن عليك أن تستخدمه بحكمة. الثروة الحقيقية ليست في الذهب أو الفضة، بل في القلوب التي تساعد الآخرين.”

العودة إلى الواقع

أعطى البيضاني كريم حقيبة صغيرة مليئة ببيضات صغيرة براقة، ثم أعاده إلى كوخه. وجد كريم نفسه يقف أمام كوخه، والبيضة العنيدة لا تزال في يده. لكنه الآن لم يكن كما كان من قبل. قرر أن يبيع جزءًا من البيض النفيس، وبثروته الجديدة، بدأ في مساعدة الأطفال الأيتام والفقراء في قريته.

درس من البيضة العنيدة

مرت الأيام، وأصبح كريم يُعرف في كل مكان بأنه الطفل الذي لم ينسَ كرم قلبه، حتى بعد أن أصبح غنيًا. تعلم من البيضة العنيدة أن العطاء يُفتح أبواب الخير، وأن القلوب الطيبة هي أعظم ثروة يمكن للإنسان أن يملكها.

ومنذ ذلك الحين، ظل كريم يحتفظ بالبيضة العنيدة كذكرى لرحلته العجيبة، ولم ينسَ أبدًا أن السبب في كل هذا الخير كان لطفه مع الرجل المسكين على حافة الطريق.

اترك رد