قصص حيوانات الغابة : قصة الطيور الجريئة

كان يا ما كان، في يوم من الأيام، في غابة خضراء كبيرة مليانة شجر عالي وأزهار ملونة، عايشين مجموعة من الطيور الصغيرة. الطيور دي كانت بتحب اللعب والطيران حوالين الشجر، لكن ولا مرة فكروا يطيروا لمسافات بعيدة.
كل يوم كانوا يتجمعوا على غصن شجرة، يتكلموا ويحكوا عن أحلامهم.


قصص حيوانات الغابة : قصة الطيور الجريئة

 

أكتر واحد كان عنده أحلام كبيرة هو فلفول. فلفول كان طير صغير لكنه دايماً كان يحلم يطير بعيد، يشوف أماكن جديدة ويكتشف حاجات ما حدش من الطيور شافها. كان دايماً يقول لصحابه:
“أنا نفسي أطير لحد آخر الغابة، وأشوف إيه اللي ورا الشجرة الكبيرة اللي بنشوفها من بعيد.”

صحابه كانوا يسمعوا كلامه ويضحكوا، لأنهم كانوا فاكرين إنه مستحيل يوصلوا لآخر الغابة. سوسو، الطيرة الصغيّرة، قالت: “إحنا طيور صغيرة، صعب أوي نطير كل المسافة دي. أنا بخاف من الرياح الشديدة!”

نونو، الطير التاني، كان دايماً متردد وقال: “أنا خايف إني أتعب في النص وماقدرش أكمل. هنبقى لوحدنا في الغابة الكبيرة، مين هيساعدنا لو حصل لنا حاجة؟”

لكن فلفول ما استسلمش. كان عنده إصرار غريب، وقال: “إحنا مش هنكون لوحدنا. لو اتعاونّا ووقفنا جنب بعض، هنقدر نوصل. كل اللي محتاجينه إننا نؤمن بنفسنا وما نستسلمش!”

في يوم مشمس وجميل، قرر فلفول إنه يقنع صحابه يخوضوا المغامرة دي. جمعهم كلهم وقال: “اسمعوني يا جماعة! أنا عارف إنكم خايفين، لكن إيه رأيكم نبدأ المغامرة دي مع بعض؟ لو تعبانين، نقف نرتاح، ولو واجهنا أي مشكلة، نحلها سوا. مش لازم نخلصها في يوم واحد، ممكن نكمل كل يوم حتة.”

بعد شوية تردد، اقتنعوا صحابه وقرروا المحاولة. اتفقوا إنهم يطيروا في الصبح بدري عشان الجو يكون هادي والشمس لسه مش حرّ.

سوسو قالت: “ماشي يا فلفول، أنا هحاول، بس لو حسيت إني مش قادرة، هنرجع.”
وفلفول بابتسامة قال: “متخافيش يا سوسو، إحنا مع بعض، وهتشوفي، هنوصل.”

بدأت الرحلة! الطيور الصغيرة طارت مع بعض، وكل واحد فيهم كان بيتحمس لما يشوف التاني بيطير بجنبه. في الأول، كانوا طايرين بقوة ونشاط، الهواء النقي كان بيديهم إحساس بالحرية.

لكن بعد شوية، ابتدوا يحسوا بالتعب. فلفول لاحظ إنهم بدأوا يبطئوا، فوقف على غصن شجرة وقال: “يلا نرتاح هنا شوية. مافيش حاجة غلط في إننا نوقف نستريح.”

بينما هما قاعدين، سمعوا صوت ريح قوية جاية، كانت الشجر بتتحرك والطيور الصغيرة ابتدت تقلق. نونو قال: “أنا كنت عارف إن الريح دي هتيجي! لو فضلنا نكمل، ممكن تقعينا.”
لكن فلفول ما استسلمش وقال: “الريح هتيجي وتروح. المهم نكون ثابتين وما نخافش. دايماً بنسمع قصص عن الطيور اللي قدرت تواجه الرياح وتكمل.”

بالفعل، بعد ما هديت الريح، قرروا يكملوا الطيران. كل مرة كانوا يحسوا بالتعب أو الخوف، فلفول كان يشجعهم، ويقول: “كل خطوة نعملها بتقربنا أكتر من هدفنا.”

وأخيراً، بعد يوم طويل ومجهود كبير، وصلوا أخيراً للشجرة الكبيرة اللي كانوا بيشوفوها من بعيد طول حياتهم. المنظر كان مبهج جداً. الشمس كانت بتغيب، والسماء بقت لونها أحمر ذهبي. سوسو بصت حوالين وقالت: “ده أجمل منظر شفته في حياتي!”

نونو كمان كان مبسوط وقال: “إحنا فعلاً عملناها! أنا مش مصدق إننا وصلنا!”

فلفول وقف قدامهم وقال بكل فخر: “شايفين؟ لو كان أي حد فينا استسلم في النص، ماكناش وصلنا هنا. الإصرار والطموح هما اللي بيخلونا نحقق أحلامنا.”

الطيور الصغيرة رجعت للغابة وهي مليانة سعادة وثقة. وكل يوم بعد كده، كانوا يحكوا لكل الطيور التانية عن مغامرتهم، وازاي إنهم ما استسلموش رغم التعب والخوف.

ومن اليوم ده، الطيور الصغيرة بقت دايماً تفكر في أحلام أكبر وتخطط لمغامرات جديدة، لأنها عرفت إن أي حاجة ممكنة لو كان عندهم إصرار وشجاعة

اترك رد