قصة: الغزالة هبة والموسيقى الساحرة

في غابة واسعة وجميلة، كانت تعيش غزالة صغيرة تُدعى هبة. كانت هبة محبوبة من جميع الحيوانات،
لكن كان لديها شغف خاص: الغناء. كلما استيقظت في الصباح، كانت تصعد على تلٍ صغير وتغني بأجمل الألحان، وتصدح في السماء بصوتها العذب.

قصص حيوانات الغابة : قصة الغزالة هبة والموسيقي الساحرة 

لكن، لم يكن كل شيء يسير كما تتمنى. كانت بعض الحيوانات في الغابة، مثل الثعلب الماكر والغراب الشديد السخرية، يتنمرون عليها. “صوتك ليس جميلًا”، كان يقول الثعلب بضحكة. وكان الغراب يكرر: “لا تتخيلي أنك نجمة، فصوتك ليس مثل أصواتنا.”

كانت هبة تشعر بالحزن بسبب هذه التعليقات. قررت أن تتوقف عن الغناء، وأصبحت تحاول إخفاء موهبتها. لكن الغناء كان يسكن قلبها، وكان كلما سمعت صوت الرياح أو خرير الماء، كانت تتمنى لو تستطيع أن تغني مرة أخرى.

وذات يوم، بينما كانت تتجول في الغابة، رأت حيوانات أخرى تحتفل بعيد ميلاد السلحفاة توتو. كانوا يرقصون ويغنون معًا. شعرت هبة بشغف كبير للانضمام إليهم، لكنها تذكرت التعليقات السلبية عن صوتها، فقررت البقاء بعيدة.

لكن بينما كانت تراقبهم، لاحظت شيئًا غريبًا. كانت الحيوانات التي تضحك عليها هي نفسها التي كانت تخفي مواهبها. بدأ الدب الضخم يدق على الطبول، بينما العصفور لولو كان يغني بحماس. فجأة، احتاجوا إلى صوت آخر لإكمال الأغنية.

قالت السلحفاة توتو: “أين هبة؟ صوتها سيكون رائعًا هنا!” بدأت الحيوانات تنادي هبة للانضمام إليهم، لكن الشك بدأ يتسلل إلى قلبها. ماذا لو ضحكوا عليها مرة أخرى؟

فكرت هبة قليلاً ثم قررت أن تكون شجاعة. اقتربت من المجموعة، وعندما رآها الجميع، أشاروا لها بالترحيب. بعد قليل من التردد، بدأت هبة تغني.

كان صوتها يرتفع فوق جميع الأصوات، وكان مليئًا بالعواطف. لم يكن فقط صوتًا جميلًا، بل كان يحمل قصة حقيقية عن الشغف والعزيمة. بينما كانت تغني، بدأت الحيوانات الأخرى تتوقف عن اللعب والاستماع.

عندما انتهت من الغناء، ساد الصمت للحظة. ثم بدأت الحيوانات في التصفيق والتهليل. قال الثعلب باندهاش: “لم أكن أعلم أن لديك صوتًا بهذه الروعة!” وأجابت هبة بخجل: “كنت أشعر بالخوف من إظهار موهبتي.”

تجمع الأصدقاء حول هبة، وأخبرها العصفور لولو: “كل واحد منا لديه موهبة خاصة، وعندما نشاركها مع الآخرين، نصنع شيئًا جميلًا.” بدأ الجميع يشاركون مواهبهم في الغناء والرقص والعزف، وأصبح الاحتفال أكثر متعة.

شعرت هبة بسعادة غامرة وهي ترى كيف أن كل واحد من الأصدقاء كان لديه شيئًا مميزًا ليقدمه. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت هبة تغني في كل المناسبات، وأصبحت تعرف بأنها الغزالة المغنية في الغابة.

وفي نهاية المطاف، اكتشفت هبة أن صوتها كان مميزًا بالفعل، وأنها لم تكن بحاجة إلى الخوف من آراء الآخرين. بل، لقد علمت أن المشاركة هي المفتاح، وأن الصداقة والدعم من الأصدقاء يمكن أن يكونا أجمل هدية.

واستمرت هبة في الغناء، وأصبحت حفلاتها تُقام في كل أنحاء الغابة، محولةً كل مناسبة إلى احتفالية مميزة. ومنذ ذلك اليوم، عاشت هبة في سعادة ونجاح، تغني بصوتها الساحر وتلهم الحيوانات الأخرى في غابتهم الجميلة.

 

اترك رد