قصة حيوانات للاطفال: الثعلب الطماع ومخبأ الطعام

قصة حيوانات للاطفال: الثعلب الطماع ومخبأ الطعام.

 

قصة حيوانات للاطفال: الثعلب الطماع ومخبأ الطعام
قصة حيوانات للاطفال: الثعلب الطماع ومخبأ الطعام

حواديت وحكايات الأطفال 

 

في غابة بعيدة مليئة بالأشجار العالية والأزهار الملونة، كان يعيش ثعلب ماكر يُدعى “فرفور”. كان فرفور معروفًا بذكائه وحذره، لكنّه كان أيضًا طمّاعًا بشكل كبير، فلا يحب أن يشارك أي شيء مع الآخرين. وكانت الغابة مليئة بالحيوانات المختلفة التي تعيش معًا بسلام وتحب التعاون فيما بينها.

حكايات للاطفال 

وفي يوم من الأيام، بينما كان فرفور يجوب الغابة بحثًا عن طعام، لمح أمامه مخبأً مخفيًا خلف شجيرة كبيرة. اقترب منه بحذر، وفتح المخبأ ليجد بداخله كمية ضخمة من الطعام الشهي! كان هناك فواكه لذيذة وجذور نباتات، بالإضافة إلى مكسرات متنوعة ومخزون يكفي لشهور طويلة. ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة، وبدأ يفكر في كل الطعام الذي يمكنه الاستمتاع به وحده.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

لكن، بينما كان فرفور يجمع الطعام لنقله إلى جحره، سمع صوت قادمًا من بعيد. كان صوت السلحفاة “سلحوفة” تقول: “آه، أتمنى لو أجد طعامًا كافيًا، أشعر بالجوع الشديد ولم أتمكن من العثور على أي شيء منذ الصباح.” تجاهل فرفور حديثها، وقال لنفسه: “لن أخبرها عن هذا المكان، فهو لي وحدي، وأنا أحتاجه أكثر منها!”

استمر فرفور في جمع الطعام ونقله إلى جحره سرًا، وخلال الأيام التالية، مرّت عدة حيوانات بجواره، مثل الأرنبة “رنّة” والسنجاب “سنجوب” وحتى العصفور “عصفوران”. جميعهم كانوا يبحثون عن الطعام، والجميع كان يشعر بالجوع بسبب قلة الموارد في تلك الفترة. لكنّ فرفور لم يُخبر أيًّا منهم عن مكان الكنز الغذائي الذي وجده، ولم يفكر حتى بمساعدتهم. فقد كان مقتنعًا بأنه إذا احتفظ بكل الطعام لنفسه، سيبقى سعيدًا طوال الشتاء ولن يشعر بالجوع أبدًا.

حواديت وحكايات الأطفال 

مع مرور الأيام، أصبح جحر فرفور ممتلئًا بالطعام، وبدأ يأكل منه كل يوم ويشعر بالشبع والراحة. لكن لم يمر وقت طويل حتى لاحظ أن جزءًا من الطعام بدأ يفسد، فالفواكه بدأت تتعفن، والمكسرات فقدت طعمها اللذيذ، وحتى جذور النباتات لم تعد طازجة. حاول فرفور أن يأكل منها بسرعة قبل أن تفسد تمامًا، لكنه لم يستطع تناول كل شيء بمفرده، فبدأ الطعام ينقص شيئًا فشيئًا دون أن يتمكن من الاستفادة منه.

وفي إحدى الليالي الباردة، شعر فرفور بألم شديد في معدته، فقد أكل الكثير من الطعام في وقت قصير ولم يكن يستطيع تحمّل المزيد. تذكّر حينها الحيوانات الأخرى التي كانت تشعر بالجوع، وتمنى لو كان قد شاركها طعامه في الوقت المناسب. شعر بالندم على طمعه، وأدرك أنه لو كان قد أخبر أصدقاءه بمكان الطعام، لكانوا جميعًا سعداء وممتنين له، ولما تعرض هو لهذا الألم.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

في الصباح التالي، جاء الأرانب والسنجاب والعصفور لزيارة فرفور بعد أن علموا بمرضه، فوجدوه ضعيفًا في جحره، وأخذوا يسألونه: “لماذا لم تخبرنا بمكان الطعام الذي وجدته؟ كنا سنساعدك على تخزينه والاستمتاع به معًا!” شعر فرفور بالخجل، وقال: “لقد كنت طماعًا، ولم أكن أرغب في مشاركة الطعام مع أحد، لكنني الآن أدرك أن الطمع يؤدي للخسارة. لو كنت قد شاركتكم طعامي، لما انتهى الأمر بي بهذا الشكل، ولما كنت الآن أشعر بالندم.”

أخذت الحيوانات تواسي فرفور، وقررت أن تسامحه وتعطيه درسًا في قيمة التعاون ومشاركة الخير. ومنذ ذلك اليوم، أصبح فرفور أكثر لطفًا وتعاونًا، وأصبح يحب مساعدة الآخرين عندما يجد طعامًا، بل صار أول من يعرض مساعدته للجميع.

حواديت للأطفال 

وبعد فترة، انتشرت قصة الثعلب الطماع بين حيوانات الغابة، وتعلم الجميع عبرة مهمة: أن الطمع يُقلِّل ما جُمِع، وأن التعاون ومشاركة الخير هما مفتاح السعادة الحقيقية.

اترك رد