قصة صداقة غير متوقعة بين الأسد والفأر

                 قصة صداقة غير متوقعة بين الأسد والفأر
في يوم من الأيام، في قلب غابة كبيرة، عاش الأسد قوي يُدعى “رعد”. كان رعد ملك الغابة، يتجول بفخر، مُشعرًا الجميع بقوته وهيبته. لكن رغم قوته، كان لديه قلب طيب، ويفضل السلام على القتال.في الجهة الأخرى من الغابة، كان هناك فار صغير يُدعى “فرفور”. كان فرفور سريع الحركة، يحب المغامرات ويستمتع باللعب في الأرجاء. ولكنه كان يشعر بالخوف من الأسد، فكان الأسد هو أكبر حيوان في الغابة، وكان فرفور يخشى الاقتراب منه.

الأسد

في أحد الأيام، بينما كان الأسد نائمًا تحت شجرة كبيرة، حدث شيء غير متوقع. فرفور كان يلعب بجوار الشجرة، وفجأة، تعثر وسقط على رعد. استيقظ رعد من نومه، غاضبًا، ونظر إلى الفأر الصغير الذي أسقطه من حلمه.

“من يجرؤ على إيقاظي؟” قال رعد بصوت عالٍ.

فرفور، مرتعدًا، أجاب: “أنا آسف، أيها الملك رعد. لم أقصد إيقاظك. أنا مجرد فأر صغير.”


رغم خوفه، شعر فرفور بشجاعة غير متوقعة، فقال: “إذا كنت ستأكلني، أتمنى أن تفكر في الأمر. فأنا مجرد فار صغير، ولن أشكل أي خطر عليك.”

رعد استغرب من حديث الفأر. لم يكن يتوقع أن يتحدث إليه أحد بهذا الشكل. “كيف يمكنك أن تعتقد أنني سأفكر في حياتك؟ أنا ملك الغابة!” قال رعد.

لكن فرفور لم يستسلم. قال: “ربما أنا صغير، لكن يمكنني أن أكون صديقًا لك. قد تحتاج إلى مساعدة صغيرة يومًا ما.”

بعد تفكير قصير، قرر رعد أن يترك الفأر يعيش. “حسنًا، اذهب الآن، ولكن لا تقترب مني مجددًا!” قال رعد. لكن في قلبه، بدأ يشعر بفضول تجاه هذا الفأر الشجاع.

مرت الأيام، وعاد فرفور إلى الغابة، وبدأ يراقب الأسد من بعيد. وفي كل مرة كان يرى رعد يقترب من الحيوانات الأخرى، كان يلاحظ كيف كانوا خائفين جدًا. قرر أن يصبح صديقًا للأسد.

ذات يوم، بينما كان رعد يتجول في الغابة، وقع في فخٍ تم نصبه له من قبل مجموعة من الصيادين. كانوا يخططون لصيد الأسد، وبدون أن يلاحظ، تم أسر رعد بشبكة كبيرة. حاول أن يتحرر، لكن الشبكة كانت قوية جدًا.

فرفور الذي كان يراقب من بعيد، شعر بالخوف من أن يفقد صديقه. “يجب أن أساعده!” قرر فرفور، رغم حجمه الصغير. بدأ يجري نحو مكان الفخ، واستغل سرعته للتسلل بين الأشجار.

عندما وصل فرفور إلى الشبكة، بدأ يقضم الحبال بأسنانه الصغيرة. رغم أن الأمر كان صعبًا، إلا أنه لم يستسلم. استمر في العمل بجد، ورعد كان يراقب في ذهول.

“لماذا تفعل هذا؟” سأل رعد، متعجبًا من شجاعة الفأر.

أجاب فرفور: “لأنني أعتبرك صديقي. لا يمكنني تركك هنا!”

بعد عدة محاولات، تمكن فرفور من قطع الحبال. في النهاية، استطاع رعد الهروب من الشبكة.

عندما تمكن رعد من الخروج، نظر إلى فرفور بإعجاب. “لا أستطيع أن أصدق أنك أنقذتني! كنت دائمًا أعتقد أنني القوي، لكنك أظهرت لي أن الشجاعة تأتي بأحجام مختلفة.”

فرفور ابتسم وقال: “أنت أسد قوي، لكن الصداقة هي القوة الحقيقية.”

منذ ذلك اليوم، أصبح رعد وفرفور أصدقاء حميمين. عاشت صداقتهما في الغابة، وأصبح الجميع يعرف أن الأسد والفأر يمكنهما أن يكونا أفضل الأصدقاء، بغض النظر عن حجمهم أو قوتهم.

وفي كل مرة كان رعد يخرج، كان فرفور يتبعه، ويعلمان الجميع أن الصداقة تتجاوز الحدود.

اترك رد