القافلة الحكيمة والكلاب الناصحة

حواديت وحكايات الأطفال

القافلة تسير والكلاب تعوي

في أحد الأيام الهادئة، اجتمعت قافلة من الحمير في وادٍ أخضر لتنطلق في رحلة طويلة نحو مرعى بعيد. كان في القافلة حمارٌ كبيرٌ في السن يُلقب بـ”حكيم”، واشتهر بين الحمير بفطنته وهدوئه. أثناء السير، بدأت مجموعة من الكلاب تعوي بصوت عالٍ على طول الطريق.

رفع أحد الحمير رأسه وقال بخوف:
“ما هذا العواء؟ هل علينا أن نتوقف ونفهم السبب؟”

ابتسم الحمار الحكيم وقال بثقة:
“لا تقلقوا، الكلاب تعوي والقافلة تسير. دعونا نمضي في طريقنا دون أن نشغل أنفسنا بعوائهم.”

سارت القافلة، وبدأت الحمير تتجاهل أصوات الكلاب. بالفعل، لم يحدث شيء، واستمرت الرحلة بسلام.

قصص حيوانات : التحذير الذي لا يُسمع

في صباح اليوم التالي، كانت القافلة تسير ببطء في طريق جبلي ضيق. ظهرت من بعيد مجموعة أخرى من الكلاب تعوي بشكل مستمر، لكن هذه المرة بدا أن أحد الكلاب كان يحاول الاقتراب من القافلة.

اقترب الكلب، وهو ينبح بحماسة، وحاول جذب انتباه الحمير قائلاً:
“توقفوا! أمامكم خطر كبير! هناك ضبع يتربص بكم على بعد أمتار!”

ضحكت بعض الحمير وقالت ساخرة:
“لا نحتاج إلى نصائح الكلاب. بالأمس تجاهلنا العواء ولم يحدث شيء!”

لكن الحمار الحكيم قال:
“مهلاً، دعونا نفكر. ربما علينا الاستماع هذه المرة.”

التردد والحذر

انقسمت الحمير إلى فريقين. فريق قرر تجاهل الكلب والمضي قدماً، وفريق آخر فضل التريث وسماع التحذير. الكلب تابع نباحه قائلاً:
“إن الضبع أمامكم مباشرة، وإذا لم تحذروا، فإنه سيفترسكم.”

قال الحمار الحكيم بحذر:
“لن نخسر شيئاً إذا استطلعنا الطريق أولاً. أحياناً يكون من الحكمة الاستماع حتى لعواء الكلاب.”

النجاة بفضل النباهة

تقدم الحمار الحكيم ومعه الكلب نحو الأمام لاستكشاف الطريق، وفعلاً، وجدوا ضبعاً يختبئ بين الصخور، يراقب القافلة بعيون جائعة. عاد الحمار والكلب إلى القافلة وحذروها.

صرخ الحمار الحكيم:
“هذا الكلب كان محقاً. لو تجاهلنا عواءه لكانت نهايتنا وخيمة!”

غيرت القافلة مسارها، ونجت الحمير من فخ الضبع بفضل نباح الكلب وتحذيره.

العبرة

عاد الحمار الحكيم ليخاطب الحمير قائلاً:
“يا أصدقائي، ليس كل عواء يستحق التجاهل. أحياناً تعوي الكلاب بلا هدف، لكن أحياناً أخرى يكون عواؤها تحذيراً من خطر حقيقي.”

تعلمت القافلة درساً مهماً: الحكمة هي في التمييز بين العواء الذي يستحق السماع والعواء الذي يُترك وراء ظهورنا.

النهاية 
قصص حيوانات : القافلة الحكيمة ومن ثم الكلاب الناصحة ثم قصص حيوانات الغابة ثم حودايت قبل النوم ثم قصة للأطفال ثم  قصص وحودايت للصغار حكايات ثم ماما و قصص طريفة 

قصص كل يوم