قصص حيوانات : حدوتة الحمار الصغير والرحلة المؤلمة

قصص حيوانات : حدوتة الحمار الصغير ورحلة بحثه عن نقصه .. لما الطمع يجيب نتيجة وحشة.
كان يا مكان يا سعد يا إكرام، كان فيه حمار صغير وظريف اسمه “كوكو”. كوكو كان عايش في غابة مليانة حيوانات كتير، وكل يوم كان يشوف حيوانات مختلفة عندها حاجات مش عنده. وكالعادة، كان دايمًا يحس إنه ناقص حاجة، ويقول لنفسه: “ليه ماعنديش اللي عندهم؟”

قصص حيوانات حدوتة الحمار الصغير والرحلة المؤلمة
قصص حيوانات حدوتة الحمار الصغير والرحلة المؤلمة حدوتة الحمار الصغير ورحلة بحثه عن نقصه .. لما الطمع يجيب نتيجة وحشة.

في يوم من الأيام، كوكو شاف الأسد، ملك الغابة، وهو ماشي بفخر وتباهي، بصوته القوي وشعره الذهبي الكبير اللي بيهزّ الغابة لما يتحرك. كوكو قال في نفسه: “ياااه، يا ريت عندي زئير زي الأسد! كان الكل هيحترمني وأكون قوي زيه”. كوكو مشي في الغابة وهو حزين، بيبص على الأسد، ويتمنى إنه يكون زيّه.

بعد شوية، قابل كوكو الذئب. الذئب كان بيجري بسرعة، وعنده رشاقة في الحركة تخليه يلف الغابة من غير تعب. كوكو قال في نفسه: “لو كنت سريع زي الذئب، كان محدش يقدر يسبقني أو يهزمني في السباقات. نفسي أكون زيه!”

وفي نفس اليوم، شاف الثعلب اللي كان ماشي بخفة ودهاء، وكله ذكاء وحيل. كوكو قال: “يا ريتني كنت ذكي زي الثعلب، كنت هعرف أعمل خطط وأفوز في كل حاجة.”

وفي آخر اليوم، شاف كوكو الأرنب. الأرنب كان بيقفز بكل نشاط وسرعة، وشكله كان مليان حيوية. كوكو قال: “ياااه، يا ريتني كنت بخفة ونشاط الأرنب، كنت هبقى لطيف وكله هيحبني!”

وفي وسط كل ده، كان كوكو ناسي إنه عنده حاجات كتير حلوة ومهمة، بس هو مش واخد باله. هو كان قوي وبيشتغل بجد، ودايمًا كان بيقدر يشيل حاجات كتير ويقطع مسافات طويلة من غير ما يتعب بسرعة. لكن مع ذلك، كل اللي كان شايفه هو إزاي الحيوانات التانية عندها حاجات مش عنده.

في يوم، كوكو قرر إنه لازم يعمل حاجة عشان يبقى زي باقي الحيوانات. قال لنفسه: “هروح أدور على حل لكل حاجة ناقصة فيَّ!” وبدأ مشواره. راح للأسد وقال له: “يا ملك الغابة، أنا عايز أزأر زيّك. إزاي ممكن أعمل ده؟” الأسد ضحك وقال له: “مش كل حد لازم يزأر يا كوكو. إنت عندك صوتك الخاص اللي بيميزك، ولو كان صوتك مختلف مش معناها إنك أقل.”

لكن كوكو ما سمعش كلام الأسد. راح بعدها للذئب وقال له: “إزاي تكون سريع زيك؟ أنا عايز أجري وأكون رشاقة زيك!” الذئب بص له وقال: “السرعة مش كل حاجة يا كوكو. كل واحد فينا عنده حاجة بتميزه. إنت قوي وعندك طاقة، ودي حاجة إحنا كلنا محتاجينها.”

وراح كوكو بعدها للثعلب وقال له: “إزاي أكون ذكي زيك؟ عايز أكون بحيلتك!” الثعلب رد وقال له: “الذكاء مش في الخدع بس، يا كوكو. كل حيوان عنده عقل يفكر بيه بطريقة تناسبه، وإنت أكتر من كفاية بالعقل اللي عندك.”

وأخيرا، راح للأرنب وقال له: “إزاي أكون نشيط زيك؟” الأرنب ضحك وقال له: “النشاط بيجي من الرضا يا كوكو. إنت لو كنت راضي بنفسك وباللي عندك، هتكون أسعد وأنشط من أي حد.”

لكن كوكو ما اقتنعش بكلامهم. فضل يفكر في كل اللي قالوه، لكنه قرر إنه لازم يعمل حاجة عشان يكون زيهم. وفي يوم قرر إنه يروح لمحاولة غريبة: قال لنفسه: “لو مش هقدر آخذ اللي عندهم، على الأقل هحاول أغير في نفسي!” وبدأ يفكر إزاي ممكن يحصل على قرون زي بعض الحيوانات الكبيرة.

كوكو مشي ومشي في الغابة، لحد ما قابل مجموعة من الحيوانات الكبيرة اللي عندها قرون، وحاول إنه يقلدهم ويحط حاجات غريبة على راسه. بس الحاجات دي كانت تقيلة ومتعبة، وحس إن دماغه تقيلة جدًا، وأول ما حاول يتحرك، وقع على الأرض! وأثناء محاولته إنه يقوم، للأسف حاجات اتعلقت في ودانه، وبدأت تقطع فيه. رجع كوكو الغابة وهو مجروح ومش فاهم إيه اللي حصل.

لما رجع، كل الحيوانات شافته وسألته: “إيه اللي حصل لك يا كوكو؟” قال لهم وهو زعلان: “كنت بحاول أكون زيكم، وبدل ما أحصل على اللي عايزه، خسرت وداني!”

وقتها الأسد قال له الحكمة اللي فضل يفكر فيها: “ذهبَ الحِمارُ يطلُبُ قَرْنَيْنِ، فعادَ مَصْلومَ الأذُنَيْنِ.”

كوكو فهم أخيرًا إن كل حيوان عنده مميزات خاصة بيه، وإنه كان بيبص للي مش عنده وناسي الحاجات الجميلة اللي موجودة فيه. ومن وقتها، كوكو بدأ يقدّر نفسه وحياته، وبطل يحس بالنقص. وعاش مع باقي الحيوانات وهو راضي ومبسوط باللي عنده.

النهاية.

اترك رد