قصص للاطفال : حدوتة النملة المجتهدة والصرصور الكسول.

البداية: اجتهاد النملة وكسل الصرصور
في غابة جميلة مليئة بالأشجار والزهور، كانت تعيش نملة صغيرة تُدعى “نُجود”. كانت نُجود مثالاً يُحتذى به في العمل الجاد والنشاط. مع بداية فصل الصيف، كانت تستيقظ كل صباح مع شروق الشمس لتبحث عن الطعام، حيث كانت تُخزِّن الحبوب والبذور بعناية في مخزنها تحت الأرض استعداداً لفصل الشتاء.
في الوقت نفسه، كان يعيش في الجوار صرصور يُدعى “سُهيل”. كان سُهيل مختلفاً تماماً عن نُجود، فهو لم يُحب العمل ولم يهتم لجمع الطعام. بدلاً من ذلك، كان يقضي وقته في الغناء والرقص بين الأشجار.
حواديت وحكايات الأطفال
نصيحة النملة الحكيمة
ذات يوم، بينما كانت نُجود تجمع الحبوب، مرَّ سُهيل بجانبها وسألها بمرح:
- “لماذا تُتعبين نفسكِ في هذا الحر؟ استمتعي بالصيف، الطعام موجود في كل مكان!”
أجابته نُجود بحكمة:
- “يا صديقي، الصبر والاجتهاد اليوم هما مفتاح الراحة غداً. الشتاء قادم ولن تجد الطعام بسهولة كما هو الحال الآن.”
ضحك سُهيل وقال:
- “الشتاء بعيد! سأفكر في ذلك لاحقاً.”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
الشتاء يطرق الأبواب
مرَّ الصيف سريعاً، وأصبحت الأيام أقصر وأكثر برودة. تساقطت الأمطار وغابت الشمس خلف الغيوم الكثيفة. جلست نُجود في مخزنها الدافئ، تُرتب طعامها وتقرأ بعض الكتب.
على الجانب الآخر، كان سُهيل يعاني. لم يجد طعاماً ليأكله، ولم يجد مكاناً دافئاً يحتمي فيه. كان الجوع والبرد يُنهكانه يوماً بعد يوم.
قصص حيوانات : الحمار والحصان وتبادل الأدوار
طلب المساعدة
في ليلة شتوية باردة، قرَّر سُهيل أن يطلب المساعدة من نُجود. طرق بابها وقال:
- “يا نُجود، أرجوكِ ساعديني. أنا جائع جداً وليس لدي أي طعام.”
فتحت نُجود الباب وقالت:
- “أين طعامك الذي جمعته في الصيف؟ ألم أنصحك بالعمل والاجتهاد؟”
ردَّ سُهيل بأسى:
- “كنت أظن أن الأمور ستسير على ما يُرام دون جهد.”
قصص اطفال : القائد الرائع وروح الفريق الواحد
درس مهم
نظرت نُجود إلى سُهيل وقالت:
- “يا صديقي، أنا لا أستطيع أن أتحمل عواقب كسلِك. لكن سأعطيك نصيحة أخيرة: هناك قصب سكر على ضفة النهر. قد تجد فيه ما يُعينك على تخطي هذه الأيام الصعبة، لكن عليك أن تتعلم من هذا الدرس.”
شكر سُهيل نُجود وذهب ليبحث عن الطعام.
قصص حيوانات : الحمار والحصان وتبادل الأدوار
النهاية: وعد بالتغيير
بعد تلك التجربة الصعبة، قرَّر سُهيل أن يُغيِّر من أسلوب حياته. مع بداية الصيف التالي، بدأ يعمل بجد، يُخزِّن الطعام ويستعد للشتاء.
في أحد الأيام، مرَّت نُجود بجانبه وسألته بابتسامة:
- “كيف حالك الآن يا سُهيل؟”
أجابها بفخر:
- “أصبحت مثلكِ يا نُجود، أعمل في الصيف لأستمتع بالشتاء.”
ابتسمت نُجود وقالت:
- “هذا هو الطريق الصحيح. الاجتهاد اليوم هو الأمان غداً.”
وهكذا تعلَّم الصرصور درساً مهماً عن العمل والاجتهاد، وعاش حياة أكثر استقراراً وسعادة.