قصص وحكايات لأطفال : قصة البائع الصغير

في أحد الأحياء البسيطة، كان يعيش مصطفى، طفلٌ عمره عشر سنوات. كان مصطفى دائمًا نشيطًا ومحبًا لمساعدة والده في بيع الخضروات في السوق القريب.
كل صباح، كان مصطفى يستيقظ مبكرًا قبل أن تشرق الشمس، ليساعد والده في تحميل الصناديق المليئة بالخضروات الطازجة على العربة الخشبية. ومع كل خطوة، كان يتعلم درسًا جديدًا في الحياة.
الموقف الأول: الصبر
في أحد الأيام، جاء زبون غاضب إلى عربة مصطفى ووالده، وبدأ بالصراخ لأنه اعتقد أن الطماطم ليست طازجة. شعر مصطفى بالضيق، لكنه لاحظ أن والده تعامل مع الموقف بهدوء وابتسامة، وقال للزبون:
“لا تقلق، سأستبدلها لك بأفضل منها.”
تعلم مصطفى أن الصبر والهدوء يمكن أن يحلان المشكلات دون جدال.
الموقف الثاني: الأمانة
ذات يوم، اشترت سيدة من مصطفى خضروات بكميات كبيرة. وبعد أن غادرت، لاحظ أن السيدة دفعت أكثر من اللازم. جرى مصطفى خلفها وأعاد لها المبلغ الزائد. ابتسمت السيدة وقالت:
“أنت طفل شريف، سأخبر الجميع عنك.”
شعر مصطفى بالفخر، وأدرك أن الأمانة تجلب احترام الآخرين.
الموقف الثالث: الاجتهاد
في يوم شديد الحرارة، شعر مصطفى بالتعب. لكنه رأى والده يواصل العمل دون أن يشتكي. قال والده له:
“العمل الشريف يا مصطفى يجعلنا نرفع رأسنا أمام الجميع. التعب اليوم هو ما يضمن لنا حياة كريمة غدًا.”
تجددت طاقة مصطفى وقرر أن يبذل جهده ليصبح أفضل.
النهاية
مع مرور الأيام، أصبح مصطفى محبوبًا في السوق. الجميع كانوا يثقون فيه ويشيدون بأخلاقه. تعلم مصطفى أن العمل الشريف ليس مجرد وسيلة لكسب المال، بل هو طريقة لبناء شخصية قوية واحترام من حوله.
وفي يوم ما، قال والده له بابتسامة:
“أنا فخور بك يا مصطفى، أنت خير من يحمل هذه الأمانة.”
شعر مصطفى بسعادة لا توصف وعرف أن القيم التي تعلمها سترافقه طوال حياته.
الرسالة:
العمل الشريف، مهما كان بسيطًا، هو مصدر للفخر والاحترام، والأخلاق الحميدة هي مفتاح النجاح في الحياة.