السحابة التي لم تمطر

البداية: الخوف من المطر
في سماء زرقاء صافية، كانت تعيش سحابة صغيرة بيضاء وناعمة. كانت تحلق مع الرياح، تشاهد الأرض من الأعلى، وتستمتع برؤية الحقول والغابات والأنهار. لكن السحابة الصغيرة كانت تحمل سرًا غريبًا؛ كانت تخاف من إطلاق المطر.
“إذا أطلقت المطر، سأختفي!”، كانت تقول لنفسها، “وأنا لا أريد أن أفقد نفسي!”.
السحابة والمطر المنتظر
مع مرور الأيام، بدأت الأرض تحت السحابة تجف. النباتات ذبلت، والحيوانات عانت من العطش. كانت السحب الأخرى تمر فوق الأرض وتمطر بسخاء، لكن السحابة الصغيرة ظلت متماسكة بمطرها، خائفة من أن تفقد وجودها.
ذات يوم، اقتربت منها سحابة عجوز حكيمة وقالت:
“لماذا تحتفظين بمطرك؟ الأرض تحتاج إليه، وإلا فلن تعود كما كانت!”
أجابت السحابة الصغيرة بتردد: “لكن إذا أطلقت المطر، سأختفي! ألن أصبح لا شيء؟”.
التحول: فهم معنى العطاء
ابتسمت السحابة الحكيمة وقالت:
“أتعلمين، نحن السحب نعيش لنمنح. عندما نمطر، نعم، قد نختفي لفترة، لكننا نصبح جزءًا من حياة الأرض. مطركِ قد يحيي زهرة، أو ينقذ حيوانًا عطشانًا، أو يجعل طفلاً سعيدًا تحت قطرات المطر. وجودنا الحقيقي هو فيما نتركه خلفنا.”
النهاية: السحابة التي أمطرت
في تلك الليلة، جلست السحابة الصغيرة تفكر في كلمات السحابة الحكيمة. وأخيرًا، قررت أن تواجه خوفها. أطلقت مطرها بلطف، وشعرت بفرح لا يوصف وهي ترى الحقول تستعيد خضرتها والأطفال يرقصون تحت المطر.
ورغم أنها أصبحت أصغر حجمًا بعد أن أمطرت، شعرت بأنها أصبحت أكبر أثرًا. أدركت السحابة الصغيرة أن العطاء ليس فقدًا، بل هو طريقة لنشر الحياة والجمال.
الدرس المستفاد
وهكذا، تعلمت السحابة الصغيرة أن التضحية بجزء من نفسها لم يكن تضحية على الإطلاق، بل كان نوعًا من الحب الذي يجعل العالم مكانًا أفضل.