العصفور والمزمار السحري

في غابة خضراء واسعة، كان يعيش عصفور صغير يُدعى **زاهي**. كان زاهي يحب الطيران بين الأشجار واللعب مع أصدقائه، لكنه كان دائمًا يتمنى أن يصبح قويًا وسريعًا مثل النسور الكبيرة. في أحد الأيام، بينما كان زاهي يتجول وحيدًا في الغابة، رأى شيئًا غريبًا يلمع تحت أوراق الشجر. اقترب بحذر، ليكتشف أنه **مزمار سحري**.

قصص وحكايات لأطفال : قصة العصفور والمزمار السحري

أمسك زاهي بالمزمار وبدأ يعزف عليه، وفجأة، ظهر أمامه **ساحر الغابة**، ساحر عجوز بلحية بيضاء وعصا طويلة. نظر الساحر إلى زاهي وقال:
“لقد وجدت المزمار السحري يا زاهي. هذا المزمار لديه القدرة على تحقيق أمنياتك، لكن تذكر، كل أمنية ستأتي مع تحديات. اختر بحكمة.”

فكر زاهي قليلًا، ثم قال بحماس: “أريد أن أكون أكبر وأقوى طائر في الغابة!”
عزف زاهي على المزمار، وبدأ جسده يكبر ويصبح قويًا، وتحول إلى طائر ضخم بأجنحة كبيرة. في البداية، شعر بالسعادة والقدرة على الطيران بسرعات مذهلة. لكن سرعان ما بدأ يشعر بثقل جسده، فلم يعد بإمكانه التحرك بخفة مثل السابق، وكان يجد صعوبة في الهبوط على الأغصان الرقيقة. أدرك أن القوة التي طلبها ليست كما كان يتصورها.

في اليوم التالي، قرر زاهي أن يجرب أمنية أخرى. عزف مرة أخرى على المزمار وقال: “أريد أن أكون الطائر الأكثر سرعة في السماء!”
وفجأة، شعر بزاهي بخفة شديدة وبدأ يطير بسرعة البرق، لكن المشكلة كانت أنه لم يستطع التوقف! كلما حاول الهبوط، كان يفقد السيطرة ويصطدم بالأشجار. شعر بالارتباك والقلق، وأدرك أن السرعة المفرطة ليست ما يجعله طائرًا سعيدًا.

بعد عدة محاولات أخرى، وكل مرة كانت النتيجة غير مرضية، قرر زاهي أن يذهب لساحر الغابة ليطلب نصيحته. عندما وصل، قال زاهي: “يا ساحر الغابة، لقد جربت القوة والسرعة، لكني لم أجد السعادة. لماذا لا تحقق أمنياتي بالطريقة التي أريدها؟”

ابتسم الساحر بحكمة وقال: “يا زاهي، السعادة الحقيقية لا تأتي من السحر أو الأماني السريعة. القوة الحقيقية ليست في أن تكون أكبر أو أسرع، بل في أن تكون راضيًا بما تملك وأن تبذل جهدك لتحسن نفسك.”

فهم زاهي الدرس المهم. ألقى المزمار السحري جانبًا، وقرر أن يعمل على تطوير نفسه بجهوده الخاصة. بدأ يتدرب يوميًا على الطيران والتواصل مع أصدقائه، وشيئًا فشيئًا، أصبح طائرًا قويًا وسريعًا، ولكن هذه المرة بفضل مثابرته واجتهاده.

ومنذ ذلك اليوم، أدرك زاهي أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل، وأن الجهد الشخصي هو المفتاح لتحقيق أي هدف في الحياة.

 نتعلم من قصة العصفور والمزمار السحري

تعلمنا أن القوة الحقيقية تأتي من الاعتماد على النفس والعمل الجاد، وليس من السحر أو الحظ. كما تعلمنا أهمية التفكير قبل اتخاذ القرارات والرضا بما نملك، حيث أن السعادة تتحقق من خلال الجهد الشخصي، وليس بالبحث عن حلول سريعة

اترك رد