القصة موسى والنجوم صداقة في ظلام الليل

              القصة موسى والنجوم صداقة في ظلام الليل
في قرية هادئة وسط الحقول الخضراء والسماء الواسعة، عاش ولد يُدعى موسى. كان موسى ولدًا طيب القلب ومحبوبًا من الجميع، لكنّه كان مختلفًا عن أقرانه. لم يكن يميل إلى الاختلاط مع الأطفال الآخرين، وبالتالي كان يحب العزلة. كان موسى يعاني من التوحد، ولذلك كان يشعر بالراحة عندما يكون في عالمه الخاص، بعيدًا عن أصوات الناس وزحامهم.

موسى

بالإضافة إلى ذلك، كان لموسى مكانه الخاص؛ في الليل، كان يخرج إلى الحديقة التي تقع خلف بيته، حيث يجد راحته في هذا المكان. هناك، تحت النجوم اللامعة والسماء الواسعة، كان موسى ينظر إلى الأعلى ويتأمل الكون الفسيح. في الواقع، كانت السماء بمثابة صديق موسى، وكانت النجوم تُشع كأنها تستمع إلى كل كلماته. أحيانًا كان موسى يهمس لها، وأحيانًا أخرى كان يبتسم، وكأنه يبادل النجوم نظرات الصداقة.

كل ليلة، كان موسى يسأل نفسه سؤالاً مختلفًا وهو ينظر إلى تلك النجوم اللامعة. فعلى سبيل المثال، كان يتساءل: “لو كانت النجوم تتكلم، يا ترى ماذا ستقول لي؟ هل ستصبح أصدقائي وتستمع إلى كل شيء في قلبي؟” كانت هذه الأسئلة تملأ عقله وتجعله يشعر بالسعادة، لأن النجوم كانت بمثابة من يفهمه ويرافقه دون أن يحكم عليه أو يطالبه بأي شيء.

في أحد الأيام، انتقل طفل جديد إلى القرية. اسمه كان عمر، وكان يحب الاستكشاف والمغامرات. ومع ذلك، لم يكن يعرف أحدًا في القرية، فقرر أن يتجول بالقرب من الحقول، حيث لمح جالسًا بمفرده في الحديقة، يتأمل النجوم. شعر عمر بالفضول، فاقترب من وسأله: “أنت بتعمل إيه هنا كل يوم لوحدك؟” ابتسم ولم يجب، لكنه بدا سعيدًا بأن هناك من يهتم لما يفعله.

من جهة أخرى، لم يضغط عمر على للتحدث، ولكنه كان يجلس بجانبه كل ليلة، وينظر إلى السماء معه. بمرور الوقت، شعر موسى بالارتياح لوجود عمر. وبالتالي، أصبحا صديقين صامتين، يتشاركان لحظات الهدوء دون كلام، وكأن السماء نفسها كانت تتحدث بالنيابة عنهما.

مع الوقت، بدأ يشعر بتغيير داخله. بفضل عمر، تعلم أن الصداقة ليست فقط بالكلمات، بل بالمشاعر والفهم. وعلى الرغم من أنه كان يجد صعوبة في التعبير عن نفسه، إلا أن وجود عمر بجانبه جعله يشعر بأنه ليس وحيدًا.

في إحدى الليالي، نظر إلى عمر وقال بابتسامة خفيفة: “عارف، النجوم زي الأصدقاء، مش لازم تتكلم عشان نفهمهم.” وعندما قال ذلك، شعر عمر بالفرح لأنه أدرك أن وجوده بجانب موسى كان له تأثير إيجابي.

وبالتالي، استمرت صداقتهما، حيث كانا يتشاركان الأوقات الجميلة تحت سماء الليل. ومن ثم، تعلم أنه حتى في عزلته، يمكنه إيجاد الصداقة في أبسط الأشياء، مثل النجوم التي تضيء في السماء.

اترك رد