حدوتة جدتي : حدوتة الجدة نوسة عن فهم مشاعر الآخرين
كان يا ما كان في قرية جميلة وسط الأشجار العالية، كانت تعيش الجدة نوسة مع حفيدتها ننوسة.
كانت الجدة نوسة دائمًا تجلس في المساء وتروي لننوسة القصص الممتعة التي تحتوي على دروس قيّمة عن الحياة.
وفي يوم من الأيام،
قررت الجدة نوسة أن تعلم حفيدتها درسًا مهمًا عن فهم مشاعر الآخرين
حدوتة : القلادة التي تُظهر الحقيقة

في يوم من الأيام، كان هناك طفل يُدعى يوسف يعيش في قرية صغيرة وسط الجبال. كان يوسف طفلًا فضوليا جدًا، يحب الاستكشاف واللعب في الطبيعة. وفي أحد الأيام بينما كان يلعب بالقرب من النهر، اكتشف شيئًا لامعًا بين الصخور. اقترب يوسف بحذر، وأخذ القلادة التي كانت على شكل قلب صغير، مرصعة بحبات من الزهور الملونة.
بينما كان يوسف ينظر إلى القلادة، شعر بشيء غريب. فجأة، شعر بأن قلبه ينبض بسرعة أكبر، وكأن القلادة أعطته قوة جديدة. وعندما عاد إلى المنزل، اكتشف أن القلادة كانت تمنحه قدرة خاصة: أصبح بإمكانه رؤية مشاعر الآخرين.
في البداية، شعر يوسف بالدهشة. فقد بدأ يرى هالات من ألوان حول الناس. أمه، على سبيل المثال، كان لها هالة وردية عندما كانت سعيدة، وزرقاء عندما كانت حزينة. كان أصدقاؤه أيضًا يظهرون ألوانًا مختلفة؛ كالأخضر عندما كانوا متفائلين، والأحمر عندما كانوا غاضبين.
ذات يوم، رأى يوسف صديقه كريم، وكان وجهه عابسًا، لكن هالته كانت مزيجًا من الأزرق والبرتقالي. فزع يوسف وسأله: “كريم، هل أنت بخير؟ لماذا تشعر بالحزن والغضب في نفس الوقت؟” تردد كريم قليلًا، ثم قال: “أنا حزين لأنني فقدت كتابي المفضل، لكنني غاضب لأنني أخجل من أن أخبر أحدًا.”
فكر يوسف قليلاً وقال: “أنا هنا لو احتجت للتحدث. لا تخجل من مشاعرك، أصدقائك هنا ليكونوا معك.”
بدأ يوسف يتعلم كيف يمكن أن تُظهر القلادة الحقيقة وتساعده على فهم مشاعر الآخرين بعمق. وكلما تواصل مع الناس بناءً على ما يشعرون به حقًا، أصبح أكثر قدرة على مساعدتهم.
وفي يوم آخر، شعر يوسف بأن أمه كانت غاضبة، لكن هالتها كانت خافتة جدًا. شعر يوسف أن هناك شيئًا غير مريح في قلبها. سألها: “ماما، لماذا أنتِ غاضبة؟ لا يبدو ذلك واضحًا.” ابتسمت أمه وقالت: “أنت دائمًا تستطيع فهم مشاعري، لكن في بعض الأحيان لا نحتاج أن نكون صريحين مع الآخرين. المهم أن تعرف أنني أحبك كثيرًا.”
مرت الأيام، ويوسف أصبح يعرف كيف يقرأ مشاعر الآخرين، وكيف يتعامل معهم بحذر ورقة. بدأ يقدر كم هو مهم أن يكون الإنسان متفهمًا، يتعاطف مع من حوله، ولا يحكم على الآخرين من مجرد المظاهر.
وفي النهاية، فهم يوسف أن القلادة لم تكن مجرد أداة لرؤية الحقيقة، بل كانت دعوة له ليعيش حياته بصدق مع مشاعر الآخرين، وأصبح أكثر قدرة على تقديم الحب والدعم لهم في كل الأوقات.