حكايات للاطفال : قصة عن زرع الخير وبناء أجيال واعية

حكايات للاطفال : قصة عن زرع الخير وبناء أجيال واعية

حكايات للاطفال : قصة عن زرع الخير وبناء أجيال واعية
حكايات للاطفال : قصة عن زرع الخير وبناء أجيال واعية

حواديت وحكايات الأطفال 

في يوم من الأيام، قرر “سليم”، وهو شاب صغير، الذهاب في رحلة مع عائلته إلى الريف. كان سليم متحمسًا لأنه كان سيقضي يومًا في الهواء الطلق، بعيدًا عن ضجيج المدينة، ومع عائلته. بمجرد أن جلس في السيارة، أخرج هاتفه وبدأ يشاهد مقاطع الفيديو والريلز على منصات التواصل. لم يكن يلتفت لما حوله، حتى حينما كان أحد أفراد العائلة يناديه ليرى منظرًا جميلًا على الطريق، كان يكتفي برفع عينيه لبضع ثوانٍ ثم يعود إلى هاتفه.

حكايات للاطفال 

بعد مرور بعض الوقت، جلس بجانبه في السيارة رجل كبير في السن بدا وكأنه يحمل الحكمة في تجاعيد وجهه. لاحظ الرجل أن سليم مشغول تمامًا بهاتفه، فابتسم وقال له بلطف: “يا بني، عندي نصيحة ليك. أي حاجة في التليفون، من فيديوهات وريلز، ممكن تشوفها في أي وقت. لكن الطريق ده، والعربية دي، ممكن ما تلاقيهاش تاني. ممكن ما تمشيش هنا تاني في حياتك، فحاول تسيب أثر جميل في المكان.”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

رفع سليم رأسه من هاتفه واستمع إلى الرجل، الذي أكمل حديثه قائلاً: “عارف تفسير الآية الكريمة {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}؟ معناها إن الأرض يوم القيامة هتشهد بكل شيء اتعمل عليها. فحتى لو مش شايف حد حواليك، المكان اللي بتجلس فيه، الطريق اللي بتمشي عليه، بيشهد. تخيل يا بني لما يموت المؤمن، المكان اللي كان بيصلي فيه بيبكي عليه! عشان كده، كل مكان جديد تروحه، حاول تسيب فيه أثر. مش لازم يكون حاجة كبيرة، ممكن يكون تسبيحة، استغفار، أو حتى آية من القرآن تقرأها.”

حواديت وحكايات الأطفال 

فكر سليم في كلمات الرجل بتمعن. كانت الرحلة قد بدأت تأخذ منحى آخر بالنسبة له، وأصبح ينظر من النافذة محاولاً استكشاف تفاصيل الطريق. لم يكن يرى مجرد طرقات ومبانٍ، بل كان يرى مكانًا يمكن أن يكون شاهدًا عليه يوم القيامة. تساءل في نفسه: “يا ترى، هل كنت يومًا أترك أثرًا في الأماكن اللي زرتها؟”

ومع استمرار الطريق، بدأ سليم يحاول أن يطبّق نصيحة الرجل. أوقف هاتفه ووضعه جانبًا، ونظر من حوله بنظرة جديدة. أراد أن يكون هذا الطريق مختلفًا عن كل الطرقات التي مر بها سابقًا. لم يكتفِ بالتأمل في الطبيعة، بل بدأ يردد بصوت منخفض بعض الأدعية والأذكار، وأحيانًا يستغفر أو يسبح. كان يشعر بأنه يُحدث تغيرًا في نفسه وفي المكان الذي يمر به.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

بعد قليل، توقفوا عند استراحة صغيرة، وفيما هم نازلون من السيارة، نظر سليم إلى الرجل وقال له: “شكرًا على النصيحة. أول مرة أحس أني مش بس بمر على مكان، لكني بترك فيه أثر.” ابتسم الرجل العجوز وقال له: “يا بني، الخير بيبدأ بخطوة صغيرة، وترك الأثر الطيب في الأماكن اللي نحل فيها بيرجع لنا يومًا ما بخير وبركة. زي ما بيقول أبو الدرداء: اذكروا الله عند كل حجيرة وشجيرة، لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم.

حواديت للأطفال 

مرت بقية الرحلة وسليم يشعر بروح جديدة داخله، وكان يراقب كل تفاصيل المكان، ويحاول أن يترك أثرًا طيبًا، ولو ببساطة الدعاء أو التسبيح. أصبحت الرحلة بالنسبة له أكثر من مجرد نزهة، بل أصبحت رسالة؛ رسالة عن أهمية أن نتذكر أن الأماكن تحتفظ بما نصنعه عليها، وستكون شاهدة علينا يوم القيامة.

وهكذا، علّم الرجل العجوز سليم درسًا لن ينساه أبدًا: أن نترك أثرًا طيبًا أينما حللنا، فالأماكن ليست مجرد أشياء جامدة، بل هي شهود خفية تراقب وتحفظ ما يُقال وما يُفعل.

اترك رد