
في قرية صغيرة تحيطها الحقول الخضراء، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى “سلمى”. كانت سلمى تعشق العسل وتتناوله كل صباح مع خبزها الساخن، لكنها كانت تخاف بشدة من النحل، لدرجة أنها تهرب مسرعة كلما رأت نحلة تقترب منها.
في إحدى الليالي، نامت سلمى وهي تتمنى أن تفهم كيف يُصنع العسل، ولماذا النحل مهم جدًا. فجأة، وجدت نفسها في حلم غريب. نظرت حولها، فوجدت أن جسدها قد تحول إلى نحلة صغيرة، بأجنحة شفافة وجسم مخطط بالأسود والأصفر.
صاحت في دهشة:
“يا إلهي! ماذا حدث لي؟ أين أنا؟”
ظهر أمامها سرب من النحل يطير من حولها، وقالت لها نحلة كبيرة بابتسامة:
“أهلاً بكِ في خليتنا، يا سلمى. تعالي معنا لتري كيف نصنع العسل.”
المهمة الأولى: جمع الرحيق
انطلقت سلمى مع النحل نحو الحقول المزهرة. كانت الورود بألوانها الزاهية تبدو أجمل من أي وقت مضى. بدأت سلمى تستخدم خرطومها الصغير لجمع الرحيق من الأزهار. شعرت بسعادة غامرة وهي تساهم في هذه المهمة الجماعية.
المهمة الثانية: العمل داخل الخلية
عادت سلمى إلى الخلية مع باقي النحل، حيث شاهدت كيف يتم تحويل الرحيق إلى عسل. كانت النحلات تعمل معًا بتناغم مذهل، كل واحدة لها دور محدد، بدءًا من العاملات اللواتي ينقلن الرحيق، وصولاً إلى النحل الذي يحرس الخلية.
المهمة الثالثة: حماية الخلية
فجأة، ظهر دب كبير يحاول الوصول إلى العسل داخل الخلية. هرع النحل لحماية خليتهم، لكن سلمى كانت خائفة. اقتربت منها النحلة الكبيرة وقالت:
“لا تخافي، نحن نعمل معًا، وهذا ما يجعلنا أقوياء.”
تجمعت النحلات حول الدب وبدأت تطن بصوت عالٍ، مما جعله يهرب بعيدًا. شعرت سلمى بالفخر لأنها أصبحت جزءًا من هذا الفريق الرائع.
الاستيقاظ والتحوّل
عندما استيقظت سلمى من حلمها، شعرت بأنها تعلمت درسًا كبيرًا. لم تعد تخاف من النحل، بل أصبحت ممتنة له. أخذت سلمى بعض البذور من والدتها وزرعت أزهارًا في الحديقة لجذب النحل ودعمه.
كانت كلما رأت نحلة تطير بين الأزهار، تبتسم وتقول:
“شكرًا لكم على العسل، يا أصدقائي الصغار!”