قصة الفيل الطيب

قصة الفيل الطيب

في أعماق الغابة الخضراء، كان هناك فيل ضخم يدعي “فارس”. كان فارس يعيش في الغابة مع العديد من الحيوانات الصغيرة، وكان يشعر دائمًا بالوحدة. السبب في ذلك هو حجمه الكبير، حيث كانت جميع الحيوانات الأخرى تسخر منه وتبتعد عنه خوفًا من قوته. ولكن فارس كان يحمل قلبًا طيبًا، وكان دائمًا يرغب في مساعدة الآخرين.

 

التحدي الأول:

في يوم من الأيام، كانت السلحفاة “سوسو” تحاول عبور مجرى مائي ضيق جدًا. كانت المياه سريعة الجريان، وأدى وزنها إلى بطئ حركتها. “سوسو” كانت بحاجة للمساعدة، لكنها خافت من طلب المساعدة من فارس، بسبب حجمه الضخم. ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنه لا مفر من طلب المساعدة.

الانتقال إلى الحل:

“سوسو” قررت أخيرًا أن تطلب مساعدة فارس، وعندما ذهبت إليه، أخبرته بما تواجهه. فارس نظر إليها بحنان وقال: “لا تقلقي يا سوسو، سأساعدك.” وبكل سهولة، وضع فارس قدمه الكبيرة بحذر على حافة النهر، وساعد السلحفاة في عبور النهر بأمان.

التحدي الثاني:

بعد أن ساعد فارس السلحفاة، جاءت “فوفو” الأرنب بسرعة وهي تصرخ: “فارس، أحتاج مساعدتك!” كانت فوفو تحاول القفز فوق جذع شجرة ضخم، ولكنها لم تستطع بسبب قصر قامتها. ورغم أنها كانت خائفة من حجمه الكبير، إلا أنها تذكرت كيف ساعد السلحفاة من قبل، فتوجهت إليه تطلب المساعدة.

الانتقال إلى الحل:

فارس ابتسم وقال: “أنتِ لا تحتاجين إلى القفز، فكل ما عليكِ هو أن تقفي على ظهري، وسأرفعك لأعلى لتصلين إلى الجذع.” وهكذا فعل، حيث حملها بحذر ورفعها للأعلى حتى وصلت إلى مكانها المطلوب. شكرته فوفو وقالت: “لقد كنت شجاعًا جدًا يا فارس، لم أكن أتوقع ذلك منك!”

الدروس المستفادة:

أثناء مرور الأيام، بدأ باقي الحيوانات في الغابة يدركون أن فارس، رغم حجمه الكبير، كان لديه قلب طيب دائمًا في خدمة الآخرين. بدأوا يفهمون أن القوة الحقيقية لا تكمن في الحجم أو الشكل، بل في القدرة على مساعدة الآخرين.

الانتقال إلى الخاتمة:

وفي النهاية، أصبح فارس محبوبًا من جميع الحيوانات في الغابة، وأصبح الجميع يتوجهون إليه طلبًا للمساعدة. وأدرك الجميع أن “الحجم لا يقاس بالقوة، ولكن بالقلب الطيب.” فالفيل الذي كان يُستهزأ به أصبح بطل الغابة الذي يساعد الجميع.

الخاتمة:

تعلمنا قصة الفيل الطيب أن العطاء والمساعدة لا يرتبطان بالقوة البدنية، بل بالقلب الطيب الذي يكون دائمًا مستعدًا للمساعدة، مهما كانت التحديات. علينا أن نتذكر دائمًا أنه “الخير في العطاء والمساعدة، وليس في حجمنا أو قوتنا.”

اترك رد