قصص وحكايات للأطفال:قصة بطل الابتسامة الصامت
في أحد الأحياء الهادئة، عاش طفل يدعى “عمر”. كان عمر طفلًا لطيفًا وخجولًا، يحب الرسم ويقضي معظم وقته في تخيُّل القصص وصناعة عوالم صغيرة بأقلامه الملونة. لكن حياته في المدرسة لم تكن سهلة؛ كان هناك مجموعة من الطلاب الذين يتنمرون عليه باستمرار، يسخرون من نظارته، ويصفونه بـ”الغريب” لأنه لا يشاركهم في ألعابهم الصاخبة.
كان عمر يعود إلى المنزل كل يوم حزينًا، يتساءل لماذا يعامله زملاؤه بهذا الشكل. أخبر والدته ذات يوم عن ما يحدث، فردت عليه بابتسامة دافئة وقالت:
“يا عمر، الابتسامة أقوى من الكلمات الجارحة، فهي لغة تفهمها القلوب حتى لو رفضتها العقول. جرب أن تبتسم في وجه من يؤذيك، وأضف كلمة طيبة. قد يكون ذلك مفتاح تغيير حياتك.”
في اليوم التالي، عندما دخل عمر إلى الفصل، قرر أن يُجرّب نصيحة والدته. عندما اقترب أحد المتنمرين، ويدعى “سعيد”، وسخر منه قائلاً:
“ها هو الرسام العجيب! هل سترسم لنا صورة مضحكة اليوم؟”
بدلاً من الشعور بالحزن، نظر عمر إلى سعيد وابتسم وقال:
“بالتأكيد! إذا أردت، يمكنني أن أرسم لك صورة جميلة، ما رأيك؟”
تفاجأ سعيد من ردة فعل عمر. لم يكن يتوقع منه هذا الرد. ضحك بخفة وقال:
“حسنًا، أرني ما يمكنك فعله!”
بداية التغيير
في الاستراحة، جلس عمر مع سعيد ورسم له صورة تُظهره كبطل خارق. عندما انتهى، أظهرها لسعيد الذي بدت عليه علامات الإعجاب. قال سعيد:
“لم أكن أعلم أنك موهوب هكذا! هل يمكنك أن ترسم لي صورة أخرى غدًا؟”
ابتسم عمر وقال:
“بالطبع، لكن بشرط واحد: أن تُعاملني بلطف.”
ضحك سعيد وقال:
“اتفقنا.”
قوة الكلام الطيب
مع مرور الأيام، لاحظ زملاء الفصل أن سعيد بدأ يتصرف بلطف مع عمر. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأ عمر باستخدام نفس الأسلوب مع الآخرين. عندما كان أحدهم يسخر منه، كان يرد بابتسامة ويقول شيئًا إيجابيًا. إذا وصفه أحدهم بالغريب، كان يقول:
“نعم، ربما أكون غريبًا، لكن أليس هذا ما يجعلني مميزًا؟”
كلامه كان يجعل المتنمرين يشعرون بالخجل من أفعالهم. ومع الوقت، بدأوا يتعاملون معه باحترام.
ذات يوم، اقتربت منه طفلة تُدعى “ليلى”، كانت أيضًا خجولة وتجلس وحدها معظم الوقت. قالت له:
“كيف تستطيع أن تظل مبتسمًا دائمًا؟”
رد عمر:
“لأن الابتسامة تجعل الحياة أجمل. هل تودين أن أريك كيف أرسم الابتسامة؟”
أصبح عمر وليلى أصدقاء مقربين، وبدأ الأطفال الآخرون ينضمون إليهم. بفضل كلماته الطيبة وابتسامته الدائمة، أصبح عمر محبوبًا بين زملائه، وبدلاً من أن يكون هدفًا للتنمر، صار مصدرًا للبهجة والإلهام.
في نهاية العام الدراسي، وقف مدير المدرسة في حفل التكريم وقال:
“نريد أن نكرم عمر، ليس فقط لموهبته في الرسم، ولكن أيضًا لكونه مثالًا على قوة الكلمة الطيبة والابتسامة. لقد أظهر لنا جميعًا كيف يمكن لتصرف بسيط أن يغير العالم من حولنا.”
صفق الجميع لعمر، وشعر بالفخر والسعادة. في تلك اللحظة، أدرك أن والدته كانت على حق: الابتسامة والكلام الطيب يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا، ليس فقط في حياة الشخص، بل في حياة من حوله أيضًا.
عاد عمر إلى المنزل ذلك اليوم، وشارك والدته ما حدث. احتضنته وقالت:
“لقد كنت دائمًا مميزًا يا عمر. العالم يحتاج إلى المزيد من الابتسامات مثلك.”
وهكذا، استمر عمر في نشر البهجة والكلمات الطيبة، ليصبح رمزًا للقوة التي تحملها أبسط الأشياء.