قصص وحكايات للأطفال: قصة حلم الجدة ليلى
في حي صغير هادئ، عاشت الجدة ليلى، امرأة عجوز تحب الكتب وتعشق رائحة الورق القديم.
كانت تمتلك مكتبة صغيرة منذ سنوات، مكانًا يعج بالكتب والقرّاء، ولكنه أُغلق بسبب ظروف الحياة الصعبة. رغم ذلك، ظل حلمها في إعادة فتح المكتبة حيًا في قلبها.
علي، حفيدها البالغ من العمر عشر سنوات، كان يحب زيارة جدته وسماع قصصها القديمة عن الأيام التي كانت تقضيها وسط القراء والكتب. في يوم من الأيام، بينما كانت الجدة تتحدث عن شغفها القديم، قرر علي مساعدتها لتحقيق حلمها وإعادة المكتبة للحياة.
بدأ علي بمفرده. أخذ ينظف المكتبة المهجورة، يمسح الغبار عن الكتب القديمة، ويرتبها بحب على الأرفف المتربة. لاحظ أحد الجيران جهوده وسأله عن سبب عمله. عندما شرح علي فكرته، قرر الجار مساعدته، وهكذا بدأت الأمور تتغير.
توجه علي إلى أصدقائه في المدرسة وأخبرهم عن المشروع. لم يترددوا في الانضمام إليه، وجلبوا كتبًا من منازلهم لتبرع بها. قامت والدة علي بتصميم ملصقات صغيرة يدعو فيها أهل الحي لدعم المكتبة، سواء بالتبرع بكتب أو بتقديم مساعدات لإصلاح المكان.
بفضل تعاون الجميع، تم إصلاح الأرفف، واستبدال الكراسي القديمة بأخرى جديدة، وأصبحت المكتبة جاهزة لاستقبال القرّاء من جديد. في يوم الافتتاح، تجمّع أهل الحي أمام المكتبة بحماس. دخل الجميع لمشاهدة هذا المكان الذي تحول من ذكريات مهجورة إلى واحة ثقافية جديدة.
كانت الجدة ليلى تجلس في زاوية المكتبة، تنظر حولها ودموع الفرح تملأ عينيها. بفضل حفيدها، لم يكن حلمها مجرد ذكرى بل أصبح حقيقة. أصبحت المكتبة مكانًا يلتقي فيه الجيران لتبادل الأفكار والاستمتاع بالكتب.
من خلال هذه القصة تعلم الجميع أن التعاون والشغف يمكن أن يحققا المستحيل، وأن مساعدة كبار السن ليست فقط واجبًا، بل وسيلة لإحياء أحلام قد تكون دفنتها الأيام.