قصة رسائل من تحت الشجرة

قصة رسائل من تحت الشجرة

البداية: صداقة غير عادية

في قرية صغيرة تحيط بها الحقول الخضراء، كانت هناك شجرة ضخمة تمتد أغصانها نحو السماء، وكأنها تحاول معانقة الغيوم. تلك الشجرة كانت ملاذًا لطفل صغير يدعى “عادل”. كان عادل يحب الجلوس تحت ظلها في أوقات الهدوء، يشاركها أسراره، أحلامه، وحتى مخاوفه. بالنسبة له، لم تكن الشجرة مجرد شجرة؛ كانت صديقته الوحيدة التي لا تخذله أبدًا.

اليوم العاصف: لحظة التحول

في يوم من أيام الشتاء القارس، اجتاحت القرية عاصفة قوية هزّت كل شيء، حتى الشجرة الكبيرة التي لم يكن أحد يتخيل أن تسقط يومًا. استيقظ عادل في صباح اليوم التالي ليجد أن صديقته العزيزة قد انهارت. وقف أمام جذعها المكسور بدموع في عينيه، يشعر أن جزءًا من قلبه قد تحطم.

الاكتشاف: رسائل مخبأة

بينما كان يتفقد جذع الشجرة القديمة، لاحظ عادل تجويفًا صغيرًا مخفيًا. بداخله، وجد صندوقًا خشبيًا يحتوي على عشرات الرسائل القديمة. كانت تلك الرسائل مكتوبة بخطوط مختلفة، مليئة بأحلام وأمنيات أطفال عاشوا في القرية قبل عقود. كتب أحدهم عن حلمه بأن يصبح رسامًا، وآخر كتب عن خوفه من الوحدة، وطفلة صغيرة عبرت عن حبها الأول في كلمات بريئة.

رحلة عبر الزمن: قصص الأمل والحزن

كل رسالة قرأها عادل كانت تأخذه في رحلة مختلفة. شعر بأنه يتحدث مع الأطفال الذين كتبوا تلك الرسائل، رغم أنهم لم يعودوا موجودين. رأى في رسائلهم مزيجًا من الحزن، الأمل، والشجاعة. أدرك أن الشجرة لم تكن مجرد ملاذ له وحده، بل كانت ملاذًا لجيل كامل من الأطفال الذين سبقوه.

الدروس المستفادة: بداية جديدة

مع الوقت، تحولت دموع عادل إلى ابتسامة. فهم أن الحزن الذي شعر به كان بداية لشيء جديد. قرر أن يحافظ على ذكرى الشجرة وأن يزرع مكانها شتلة صغيرة، لتكون بداية جديدة لأجيال قادمة. كما بدأ عادل كتابة رسائله الخاصة ووضعها في نفس التجويف، لتكون جزءًا من إرث الأطفال الذين سيأتون بعده.

النهاية: أمل متجدد

عاشت القرية قصة الشجرة وأسرارها، وأصبح مكانها رمزًا للأمل والمثابرة. تعلم عادل وكل من عرف القصة أن الحزن لا يعني النهاية، بل يمكن أن يكون بداية لقصة أجمل وأعمق.

لقراءة قصص وحكايات لأطفال  أكثر  يمكنك الضغفط هنا 

اترك رد