كان هناك أربعة أصدقاء: “مريم”، “عمر”، “ليلى”، و”سامي”. كانوا يعشقون المغامرات وحل الألغاز، وكانوا يقضون أوقاتهم معًا في البحث عن أشياء غريبة ومثيرة. في يوم من الأيام، قرروا زيارة المتحف التاريخي في مدينتهم. كان المتحف مليئًا بالتماثيل والتحف القديمة التي تحكي قصص حضارات عريقة. وكان لديهم شغف خاص بمعرفة أسرار الماضي واستكشاف تراثهم.

قصص وحكايات لأطفال : قصة لغز المتحف الليلي
عندما دخلوا المتحف، كان الجو هادئًا وباردًا، وأضواء المعرض تُلقي ظلالًا غريبة على التماثيل، مما جعل المكان يبدو غامضًا بعض الشيء. تجولوا بين قاعات المتحف بحماس، يتأملون التماثيل التي تعود لمختلف العصور القديمة. وهناك، توقفت مريم أمام تمثال لمحارب قديم، وقالت للأصدقاء: “تخيلوا لو كان هذا المحارب قادرًا على التحدث! كم من القصص والأسرار التي قد يخبرنا بها؟”
ابتسم سامي وقال مازحًا: “ربما يمكنه ذلك، ولكن فقط عند منتصف الليل!”
لم يكن سامي يدرك أن ما قاله مزاحًا قد يصبح حقيقة. فبينما كانوا يتجولون، لم ينتبهوا للوقت، وفجأة، أعلن مكبر الصوت عن موعد إغلاق المتحف. ولكن الأصدقاء، في غمرة حماسهم، قرروا أن يختبئوا في أحد الأركان ويبقوا في المتحف بعد إغلاقه ليكتشفوا المزيد من أسراره!
وبالفعل، عندما هدأ كل شيء وساد الظلام، اختبأ الأصدقاء في قاعة كبيرة حيث كانت هناك مجموعة من التماثيل لحيوانات ومحاربين وأدوات قديمة. كانوا يتسللون بين أرجاء القاعة، يتأملون تفاصيل التماثيل، وفجأة، حدث شيء غير متوقع. بدأت التماثيل تتحرك!
تجمد الأصدقاء في أماكنهم، غير قادرين على تصديق ما يرونه. تمثال الأسد القديم يهز رأسه، وتمثال الفارسة تخرج سيفها وكأنها تستعد للمعركة. ساد صمت رهيب، حتى تحدث تمثال المحارب قائلاً بصوت عميق: “أهلاً بكم أيها الأصدقاء الصغار. أنتم هنا الآن لحل اللغز، أليس كذلك؟”
نظرت ليلى إلى أصدقائها وقالت بصوت مرتجف: “أعتقد أن علينا الرد.”
قال عمر بشجاعة: “نعم، نحن هنا لحل أي لغز!”
ابتسم المحارب وقال: “حسنًا، إذاً استمعوا جيدًا. في هذا المتحف، يوجد سر قديم حُفظ لأجيال، سر يُظهر قيمة الصداقة والعمل الجماعي. لن تجدوا الحل وحدكم، بل يجب أن تعملوا معًا وتستخدموا كل مهاراتكم. هناك أربع قطع من رمز قديم، واحدة في كل قاعة. يجب أن تجمعوها معًا لتحلوا اللغز.”
وافق الأصدقاء وقرروا الانطلاق في المغامرة. كانت أول قاعة تحتوي على تماثيل لحيوانات من الحضارة الفرعونية. اقتربت مريم من تمثال لأبي الهول، وفجأة، أضاءت عيني التمثال وسمعوا صوتًا يقول: “لتجدوا القطعة الأولى، أجيبوا عن هذا السؤال: ما هو الشيء الذي يزداد قوة بالتعاون ولكنه يضعف عندما يكون وحده؟”
فكروا قليلاً، ثم قالت ليلى بثقة: “الصداقة!”
عندها، انفتح سر صغير أسفل تمثال أبي الهول ووجدوا أول قطعة من الرمز القديم. شعرت المجموعة بالإنجاز وساروا إلى القاعة التالية.
في القاعة الثانية، كان هناك تمثال لحكيم شرقي يقرأ كتابًا. نظر إلى الأصدقاء وقال: “لتحصلوا على القطعة الثانية، أخبروني: كيف يتعلم الإنسان من التاريخ؟”
أجاب سامي: “يتعلم من أخطاء الماضي ليصبح أفضل في المستقبل.”
أومأ التمثال برأسه وظهرت القطعة الثانية. بدأت المغامرة تزداد حماسًا، وشعر الأصدقاء أنهم يقتربون من حل اللغز.
في القاعة الثالثة، واجهوا تمثالًا لمستكشف بحري عظيم يحمل بوصلة. نظر إليهم بعينين باردتين وقال: “لتكملوا الرحلة، يجب أن تعرفوا إلى أين تتجهون. ما هو الاتجاه الذي يقودكم إلى تحقيق أهدافكم؟”
قال عمر: “الاتجاه هو التعاون والعمل الجماعي.”
ظهرت القطعة الثالثة، وهم يضحكون بسعادة ويشعرون أنهم بدأوا يفهمون المغزى من المغامرة.
أخيرًا، وصلوا إلى القاعة الرابعة، حيث كان هناك تمثال لمزارع يعمل بجد ويحمل سلة من الفاكهة. قال المزارع: “لتحصلوا على القطعة الأخيرة، أخبروني: ما الذي يجعل الصداقة تنمو وتستمر؟”
أجابت مريم بحكمة: “الثقة والاهتمام.”
ظهرت القطعة الأخيرة، وعندما جمعوا الأجزاء الأربعة، تشكلت أمامهم صورة قديمة لرمز الصداقة – قلوب مترابطة ترمز للروابط القوية بين الأصدقاء.
ثم ظهر المحارب مرة أخرى وقال لهم: “لقد أثبتم أنكم تستحقون سر المتحف. تذكروا أن الصداقة والتعاون هما القوة التي تستطيع حل كل لغز.”
حينما بدأ ضوء الفجر يظهر، شعر الأصدقاء أنهم قد مروا بتجربة رائعة تعلموا فيها قيمة الصداقة والتعاون. ودعوا التماثيل، وخرجوا من المتحف قبل أن يستيقظ الحراس.
وعند خروجهم، تعاهد الأصدقاء أن يظلوا معًا، وأن يتذكروا دائمًا تلك الليلة السحرية وما تعلموه من تاريخهم وتراثهم.
جميل