قصة ليلى والطائر الصغير

قصة للاطفال :كان يا مكان في قديم الزمان، في قرية صغيرة وسط الغابة الخضراء المليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، عاشت فتاة صغيرة تُدعى ليلى. كانت ليلى تعشق الطبيعة، وتحب الحيوانات والطيور، ودائمًا ما تقضي وقتها في الغابة، تلعب مع الأرانب والفراشات وتغني مع العصافير.

 

في يوم من الأيام، بينما كانت ليلى تسير بين الأشجار العالية، سمعت صوتًا ضعيفًا يشبه صوت بكاء. توقفت لتستمع جيدًا، وأخذت تتبع الصوت بحذر. كان الصوت يأتي من وراء مجموعة من الشجيرات. عندما اقتربت، وجدت طائرًا صغيرًا قد سقط من عشه وكان غير قادر على الطيران.

 

انحنت ليلى بحنان، وحملت الطائر الصغير برفق بين يديها. سألته: “لماذا تبكي أيها الطائر الجميل؟” فرد الطائر بصوت حزين: “لقد ضاعت أمي ولم أستطع العودة إلى العش، وأشعر بالخوف والجوع.”

 

أحست ليلى بالحزن على حال الطائر الصغير، وفكرت قليلاً ثم ابتسمت قائلة: “لا تقلق، سأساعدك في العثور على أمك! لكن قبل ذلك، لنذهب لنأكل بعض الطعام، فلا يمكننا أن نبحث وأنت جائع.”

أخذت ليلى الطائر معها إلى بيتها، وأعدت له بعض الحبوب والماء. جلس الطائر يأكل بشغف، وبعد أن شبع، عاد الأمل إلى قلبه الصغير. شكر الطائر ليلى على مساعدتها، وبدأ الاثنان معًا البحث عن أم الطائر.

 

الرحلة للبحث عن الأم

 

انطلقا في الغابة، وسارا بين الأشجار العالية والزهور المتناثرة في كل مكان. كلما اقتربا من عش، كان الطائر الصغير يغرد، على أمل أن ترد أمه. وصادفوا في طريقهم أرنبًا صغيرًا كان يلعب بالقرب من كهف صغير. سألهم الأرنب: “إلى أين تذهبون؟”

ردت ليلى: “نبحث عن أم هذا الطائر الصغير. هل رأيتها؟”

فكر الأرنب قليلاً ثم قال: “نعم، رأيت طائرًا كبيرًا يبحث عن صغيره على التل العالي، ربما تكون هي!”

تحمست ليلى والطائر لسماع هذا الخبر وقررا التوجه إلى التل العالي. كان الطريق صعبًا بعض الشيء، ولكن ليلى لم تستسلم. تسلقوا الصخور الكبيرة وعبروا الجداول الصغيرة. وبينما كانوا يقتربون من قمة التل، سمعوا صوتًا مألوفًا. كان صوت تغريد يشبه تمامًا تغريد الطائر الصغير.

قالت ليلى بفرح: “هذا صوت أمك! هيا بنا نسرع!”

أسرعت ليلى بالطائر نحو المكان الذي يأتي منه الصوت، وبالفعل، كانت هناك أم الطائر تبحث عن صغيرها بفارغ الصبر. عندما رأت الأم صغيرها في يد ليلى، طارت بسرعة واحتضنته بجناحيها الدافئين.

غمرت السعادة قلب الطائر الصغير، وشكر ليلى بامتنان. وبدورها شكرت أم الطائر ليلى قائلة: “أنت فتاة طيبة وشجاعة. لقد أنقذت صغيري، ولن أنسى لك هذا الجميل.”

ابتسمت ليلى وقالت: “أنا سعيدة لأنكما عدتما لبعضكما. الطيبة والمساعدة هما ما يجعل العالم أفضل.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى صديقة لجميع الطيور في الغابة. وكانت دائمًا تعلم الآخرين أهمية التعاون والمساعدة. وهكذا، عاش الجميع في سعادة وسلام.

اترك رد