قصة لينا وقلبها الرقيق

في يوم من الأيام، كان المعلم السيد سالم يعطي درسًا عن الحساب. رفع يده وسأل سؤالًا صعبًا. أرادت لينا المشاركة، فرفعت يدها بحماس. وقف المعلم ونظر إليها قائلاً:
“أخيرًا لينا قررت تشارك! دعونا نرى إن كنتِ تعرفين الإجابة أو ستخجلين كالعادة.”
تلعثمت لينا، وبصوت منخفض أجابت خطأً. ضحك المعلم وقال بصوت عالٍ:
“ها نحن ذا! توقعت ذلك!”
بدأ باقي الأطفال بالضحك، ولم يقل أحد أي كلمة طيبة. شعرت لينا وكأن العالم كله يتقلص حولها. ابتسمت لتخفي حزنها، لكن بداخلها، كانت دموعها تملأ قلبها.
عادت لينا إلى منزلها، ولم تخبر أحدًا بما حدث. كانت والدتها تلاحظ دائمًا أنها تبتسم كثيرًا ولكن عيونها تحمل قصة مختلفة. في تلك الليلة، ذهبت والدتها وجلست بجانبها وقالت:
“لينا، الحساسون مثل الورد، جمالهم في مشاعرهم. لكن أحيانًا، الناس لا يفهمون أن الكلمات مثل الرياح، قد تكسرهم أو تحركهم بلطف.”
قررت لينا أن تكتب رسالة إلى معلمها. كتبت:
“عزيزي الأستاذ سالم، شكراً لأنك تُعلّمنا كل يوم. أريد فقط أن أخبرك أنني عندما ضحكت اليوم، كنت أُخفي حزني. أنا أحب المدرسة وأحاول دائمًا أن أتعلم، لكن الكلمات قد تكون قاسية أحيانًا على قلبي. أرجو أن تكون أكثر لطفًا معي ومع الجميع.”
في اليوم التالي، قرأ المعلم الرسالة وشعر بالخجل. طلب من لينا التحدث أمام الفصل وقال:
“لينا، لقد أخطأت عندما ضحكت عليك بالأمس. أعتذر بشدة. أنتِ قوية لأنك عبرتِ عن مشاعرك، وهذا درس لنا جميعًا.”
تعلم الجميع أن الكلمات قد تكون سهامًا جارحة، وأن الأشخاص الحساسين يحتاجون إلى الدعم والتفهم. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت لينا أكثر ثقة بنفسها، وأصبح الجميع يعاملونها بلطف، لأنها علمتهم درسًا لا ينسي: “الكلمات قد تحيي أوتجرح، فلنختر أن نحيي.”