قصة محمد والصداقة الحقيقية
في قرية صغيرة مليئة بالحياة الشعبية، عاش ولد اسمه محمد. كان محمد معروفًا بصفاته الطيبة وأخلاقه العالية، لكنه كان يحمل في قلبه حزنًا كبيرًا. ولد محمد بوجه يحمل ندوبًا جعلت مظهره مختلفًا، وهو ما جعله يتعرض للتنمر والهمز واللمز من البعض لكن وسط هذا التنمر، كان محمد محاطًا بمجموعة من الأصدقاء الأوفياء: وهبة، هاجر، عبدالله، وأحمد. كانوا يحبونه لشخصيته وطيبته، ولم يهتموا أبدًا بمظهره.
على الرغم من حب أصدقائه له، كان محمد يشعر بحزن عميق عندما يتعرض للتنمر من زملائه في المدرسة. كلمات الناس كانت تثقل قلبه، وكان يسأل نفسه: “لماذا أنا؟ لماذا لا أبدو مثل الآخرين؟”
حتى عندما كان أصدقاؤه يدافعون عنه، كان الحزن يطغى عليه.
في أحد الأيام، وبينما كان جالسًا في حديقة القرية بعيدًا عن الجميع، غارقًا في أفكاره، جاء أصدقاؤه ليجدوه. وهبة، هاجر، عبدالله، وأحمد اقتربوا منه بفرح ودعوة للعب معهم، لكن محمد فاجأهم برده:
“أنا لا أريد أن ألعب معكم. أنا مختلف، وشكلي يسبب لكم الإحراج. اذهبوا والعبوا مع الآخرين.”
كانت كلماته مليئة بالحزن واليأس، وهو ما أثار دهشة أصدقائه. رد وهبة بحزم: “محمد، نحن لا نحبك لأنك جميل أو قبيح. نحن نحبك لأنك صديقنا، شخصيتك أهم شيء عندنا.”
هاجر أضافت: “محمد، إذا كنت ترى في نفسك العيب، فنحن نرى فيك القوة والطيبة. هذه الأشياء هي التي تجعلنا نحبك ونقف معك دائمًا.”
أما عبدالله، فقال بابتسامة: “إحنا مش هنتخلى عنك أبدًا، مهما كنت تقول عن نفسك. إحنا معاك لأنك صديقنا الحقيقي.”
وأحمد اختتم كلامه: “العالم مش بيتغير بالكلام، بيتغير بالأفعال. خلينا نثبت لكل الناس إنك شخص قوي ومميز، مش بس في الشكل، لكن في كل حاجة بتعملها.”
كلمات الأصدقاء أثرت في بشدة. نظر إليهم وعيناه ممتلئتان بالدموع. شعر بدفء صداقتهم وصدق محبتهم. لأول مرة منذ فترة طويلة، ابتسم وقال: “أنتم أفضل حاجة حصلت لي. أنا آسف على كلامي، وأوعدكم إني هفضل معاكم.”
قام الأصدقاء بسحب للعب معهم في الحديقة، وضحكوا معًا بصوت عالٍ. من ذلك اليوم، بدأ يدرك أن شكله الخارجي لا يحدد قيمته، بل شخصيته وصداقته الحقيقية هي ما تميزه.
الصداقة ليست مبنية على الشكل أو المظهر، بل على القلوب النقية التي ترى الجمال في الروح. محمد تعلم أن الأشخاص الذين يحبونه بصدق هم الكنز الحقيقي في حياته، وأن القوة تبدأ عندما يقبل الإنسان نفسه كما هو.