قصص وحكايات للأطفال : قصة مريم والدراجة القديمة
كانت مريم فتاة مرحة تُحب ركوب الدراجة كل يوم بعد المدرسة. كانت تسابق أصدقاءها وتذهب بها إلى الحديقة القريبة. لكن مع مرور الوقت، بدأت دراجتها القديمة تفقد لونها، وظهرت عليها الخدوش. شعرت مريم بالخجل عندما رأت دراجات أصدقائها الجديدة اللامعة، فحلمت بدراجة وردية براقة كتلك التي رأتها في المحل.
ذات مساء، بعد تناول العشاء، جلست مريم مع والديها وقالت بحماس: “أمي، أبي، أريد دراجة جديدة! دراجتي أصبحت قديمة وسيئة.” نظرت أمها إليها بحنان وقالت: “يا مريم، الدراجة الجديدة مكلفة، ونحن بحاجة لتوفير المال الآن.” وأضاف والدها: “لكن بإمكاننا التفكير في حلول لجعل دراجتك تبدو أفضل.”
حزنت مريم قليلاً، لكنها فكرت في كلمات والدها. قررت أن تجد طريقة تجعل دراجتها مميزة.
فكرة التزيين
في اليوم التالي، طلبت مريم من والدتها بعض الأدوات الفنية، مثل الألوان والملصقات والشرائط الملونة. جلست في الفناء الخلفي وبدأت تنظيف الدراجة بقطعة قماش مبللة. شعرت بالسعادة وهي ترسم الزهور على الإطار وتضيف لمساتها الخاصة.
لكن المشكلة ظهرت عندما علقت إحدى الملصقات بشكل غير مرتب. حاولت مريم إصلاحها لكنها تمزقت. في تلك اللحظة، خطرت لها فكرة جديدة. استعانت ببقايا الأقمشة القديمة الموجودة في المنزل، وبدأت في قصها إلى أشكال جميلة ولصقها على الدراجة.
عندما انتهت مريم، شعرت بالفخر. خرجت إلى الحديقة لتجرب دراجتها. أصدقاؤها كانوا مبهورين بجمال الدراجة وسألوها عن الطريقة التي صممتها بها. شعرت مريم بالسعادة لأنها استطاعت تحويل شيء قديم إلى شيء جديد ومميز.
درس القناعة والإبداع
في المساء، جلست مريم مع والديها وقالت: “لقد اكتشفت اليوم أن الأشياء التي نملكها يمكن أن تصبح أفضل إذا اعتنينا بها وأحببناها.” ابتسم والدها وقال: “يا مريم، هذا درس مهم. القناعة والإبداع هما مفتاح السعادة.” ومنذ ذلك اليوم، أصبحت مريم تحب دراجتها القديمة وكأنها جديدة تمامًا.