قصة رحلة كريم إلى النجوم

قصة رحلة كريم الي النجوم
كان يا مكان في قديم الزمان، ولد يُدعى كريم. كان كريم فتىً وحيدًا، لا يحب الاختلاط بالناس أو اللعب مع أقرانه. كانت حياته تسير بطريقة مختلفة عن باقي الأولاد، حيث كان يفضل الجلوس بمفرده في غرفته، متأملًا في النجوم التي تتلألأ في السماء.

في كل ليلة، كان كريم يخرج إلى حديقة منزله، ويجلس على عشبها الناعم. كانت السماء تمتلئ بالنجوم، وكأنها قطع من الألماس تتلألأ فوقه. كان كريم يستمتع بمراقبة النجوم، ويتمنى لو يستطيع السفر إليهن.

كريم

 

لكن في أحد الليالي، بينما كان يتأمل في السماء، حدث شيء غير متوقع. فجأة، ظهرت نجمة ساطعة بشكل غير عادي. لم تكن نجمة عادية؛ بل كانت تتلألأ بألوان زاهية، وكأنها تدعوه. اقترب كريم من النجمة وصرخ قائلاً: “أريد أن أراك، أريد أن أتعرف عليك!”

فجأة، حدث شيء سحري. نزلت النجمة من السماء وحطت بجانبه. تجسدت في شكل فتاة جميلة تحمل شعاعًا من الضوء. ابتسمت الفتاة وقالت: “مرحبًا، أنا ليلى، نجمة من السماء. لماذا أنت وحيد هنا في الأرض؟”

أجاب بصدق: “أنا أحب أن أكون وحدي. لا أحب الاختلاط بالناس، ولا أريد أن ألعب. النجوم هي أصدقائي.”

ابتسمت ليلى وقالت: “لكن الحياة أجمل عندما نتشاركها مع الآخرين. دعني أريك كيف يمكن أن تكون الحياة مع الأصدقاء.”

أخذت ليلى يد كريم، وطاروا معًا إلى السماء. استمتع كريم برحلة لم يكن يتخيلها. رأى الأرض من فوق، ورأى الأضواء التي تضيء المدن. عرف أن الناس في الأسفل يتشاركون اللحظات الجميلة، يضحكون ويلعبون معًا.

ثم أخذته ليلى إلى مجرة بعيدة، حيث كان هناك أطفال يرقصون ويلعبون. شعر بشيء غريب؛ كان يشعر بالسعادة وهو يشاهدهم. تمنى لو يستطيع الانضمام إليهم.

بعد مغامرتهم في السماء، عادت ليلى بكريم إلى الأرض. قبل أن تغادر، نظرت إليه وقالت: “تذكر، يا كريم، أن الحياة ليست فقط عن النجوم. هناك أصدقاء ينتظرونك في الأسفل. افتح قلبك لهم، وسترى كم هي الحياة رائعة.”

استفاق كريم من مغامرته السحرية، وأحس بشيء جديد في قلبه. قرر أنه سيسعى لتكوين صداقات، وسيحاول الاختلاط بالناس. أصبح أكثر انفتاحًا، وبدأ في مشاركة لحظاته مع أقرانه.

ومنذ ذلك الحين، أصبح يجلس تحت النجوم، لكنه لم يعد وحيدًا. بل كان يشارك أحلامه وقصصه مع أصدقائه، وكانوا ينظرون إلى السماء معًا، ويتمنون معًا.

تعلّم كريم أن الحياة تكون أجمل عندما نتشاركها مع الآخرين، وأن الصداقة تضيف لمعانًا جديدًا لحياتنا، تمامًا مثل النجوم التي تضيء السماء.

اترك رد