قصة سامي وقوة بلا حدود
في إحدى القرى الصغيرة كان هناك ولد يدعى سامي. سامي قويًا جدًا، حتى أن الجميع في القرية كانوا يتحدثون عن قوته. كان يرفع الأشياء الثقيلة بسهولة، ولا يهاب شيئًا. كان لديه القدرة على تحطيم الصخور بيديه، وكان يحطم الأشجار بقدرة كبيرة. ولكن رغم قوته، كان يعاني من شيء غريب في شخصيته: لم يكن يستخدم قوته لحماية الناس، بل كان يستخدمها للإيذاء.
منذ أن كان سامي صغيرًا، كان يشعر بشعور كبير من الفخر بسبب قوته. كان يعلم أنه مختلف عن باقي الأطفال، وأنه قادر على فعل أشياء لا يستطيع أي شخص آخر فعلها. بدأ يستخدم قوته بشكل سلبي، حيث كان يتفاخر بها أمام أصدقائه. في المدرسة، كان يستخدم عضلاته ليجعل الآخرين يشعرون بالخوف منه. كان يدفع الأطفال الآخرين، يتنمر عليهم، ويأخذ منهم الأشياء التي يريدها. على الرغم من أنه كان قويًا، كان قلبه مليئًا بالغرور.
بدأ الأطفال في القرية يبتعدون عن سامي. كانوا يشعرون بالخوف منه، ولم يعد أحد يثق فيه. حتى أصدقاؤه المقربين بدأوا يشعرون بعدم الراحة عندما كانوا بالقرب منه. في يوم من الأيام، كان هناك طفل صغير يدعى أحمد، وكان يحاول إحضار حقيبته المدرسية الكبيرة. شعر سامي برغبة في مساعدة أحمد، ولكنه بدلًا من أن يساعده، دفعه بكل قوته ليفقد الطفل توازنه ويسقط أرضًا. شعر سامي بالندم بعد لحظة، لكنه لم يستطع العودة للتصحيح، فكل ما فعله هو زيادة الأذى.
في أحد الأيام، قرر سامي أن يذهب إلى الحديقة ليختبر قوته مرة أخرى. لكنه كان يراقب الصغار وهم يلعبون بهدوء، وكانت هناك فتاة تدعى ليلى، كانت ضعيفة جدًا لكنها تحب مساعدة الآخرين. قررت ليلى أن تساعد أحد الأطفال في بناء برج من المكعبات الخشبية. وفي الوقت الذي كان سامي يراقبهم، قرر أن يقاطع اللعبة ويكسر البرج بقوة. لكن شيء غريب حدث في تلك اللحظة. شعر بشيء غريب في قلبه، شعور بالذنب لم يشعر به من قبل. رأى كيف أن الأطفال الآخرين شعروا بالحزن عندما رأوا ما فعله، ورأى ليلى وهي تبكي لأنها كانت تبني البرج بكل حب.
ركض سامي بسرعة نحو ليلى وقال: “أنا آسف جدًا. لم أكن أقصد أن أؤذيك أو أؤذي أي شخص آخر. كنت أظن أن قوتي هي ما تجعلني مهمًا، لكني الآن أدرك أنني كنت أستخدمها بطريقة خاطئة.” كان سامي يبكي لأول مرة، وكان قلبه مليئًا بالندم. قرر أن يغير طريقته في الحياة. “لن أستخدم قوتي بعد اليوم لإيذاء الآخرين، بل سأحميهم وأساعدهم.” قالت ليلى بابتسامة هادئة: “أنت الآن فهمت معنى القوة الحقيقية.”
منذ تلك اللحظة، بدأ سامي في تغيير تصرفاته. بدأ يستخدم قوته لحماية الآخرين، لم يعد يتفاخر بها بل أصبح يستخدمها لحمل الأشياء الثقيلة للأطفال، ولحماية الصغار من الأذى. لم يعد يصرخ على أحد أو يدفع أحدًا، بل أصبح هو الشخص الذي يساعد دائمًا ويعطي النصح للأخرين. أصبح قدوة في قريته وأصبح الناس يحبونه ويحترمونه.
تذكر سامي دائمًا تلك اللحظة التي شعر فيها بالندم، وكيف أنها كانت السبب في تغييره للأفضل. تعلم أن القوة الحقيقية لا تكمن في القدرة على إيذاء الآخرين، بل في القدرة على مساعدة وحماية من حولك. أدرك أن قوته لم تكن مجرد ميزة جسدية، بل كانت مسؤولية يجب أن يتحملها، وأن عليه أن يكون قدوة للآخرين في كيفية استخدام القوة للأشياء الجيدة.