قصة صالح والعمل الجماعي

                          قصة صالح والعمل الجماعي
كان يا ما كان في قرية هادئة، وُلد شاب جميل الخلق يُدعى صالح. صالح معروفًا بين الناس بأخلاقه العالية واحترامه للآخرين. كان محبوبًا جدًا من الجميع بسبب طيبته وأعماله الجيدة. لكنه كان يتميز بشيء مختلف: كان يحب أن يعمل بمفرده، سواء في المدرسة أو في أي عمل آخر. كان يعتقد أن الاعتماد على الآخرين قد يُضعف من قدراته.

في أحد الأيام، أعلنت المدرسة عن مسابقة كبيرة، والجائزة كانت شهادة تقدير تُمنح للفريق الفائز. شعر صالح بالحماس وقرر أن يشارك. ولكن كان هناك شرط مهم للمسابقة: يجب أن يتكون الفريق من أربعة أشخاص.

حاول صالح إقناع المعلم أن يعمل بمفرده، لكن المعلم رفض وقال: “العمل الجماعي هو أحد أهداف هذه المسابقة، وعليك احترام القواعد.” اضطر صالح للبحث عن فريق، وبعد وقت وجد ثلاثة زملاء: سلمى، هنا، وإبراهيم. لم يكونوا من الطلاب المتميزين جدًا، لكنهم كانوا خياره الوحيد.

اجتمع صالح مع فريقه للتعرف عليهم ووضع خطة للمسابقة. على الرغم من أن الجميع وافقوا على التركيز والعمل بجد، ظهرت مشكلة كبيرة أثناء أول جولة من المسابقة.

بدلًا من العمل كفريق واحد، كان كل عضو يحاول أن يُثبت أنه الأفضل والأسرع. كان الهدف بالنسبة لكل واحد منهم هو إثبات قوته، وليس تحقيق الفوز الجماعي. ونتيجة لذلك، خسر فريق صالح أول جولة من المسابقة.

بعد الخسارة، شعر صالح بالغضب والإحباط. جمع فريقه وقال لهم بحدة: “ما الذي تفعلونه؟ نحن فريق، ويجب أن نعمل معًا كي نفوز. أنتم تفكرون فقط في أن تكونوا الأفضل، بينما الفرق الأخرى تعمل معًا بتركيز وتعاون.” لكن كلامه لم يغير الكثير من الموقف.

عاد صالح إلى البيت غاضبًا وحزينًا. لاحظه أخوه الكبير وسأله: “ما الأمر يا صالح؟ لماذا تبدو غاضبًا هكذا؟”

 

أجاب صالح: “أنا في مسابقة ولدي فريق، لكنهم لا يفهمون معنى العمل الجماعي. كل واحد منهم يحاول أن يُظهر أنه الأقوى بدلًا من التعاون معًا. هذا يجعلني أشعر بالعجز والغضب.”

 

بابتسامة هادئة، قال الأخ الأكبر: “لا تحزن يا صالح. النجاح في العمل الجماعي لا يتحقق بسهولة. عليك أن تتحلى بالصبر وتساعد أصدقاءك على فهم أهمية التعاون. إذا تمكنت من توجيههم بشكل صحيح، فسيدركون قيمة العمل كفريق، وستتمكنون من الفوز. كن قائدًا صبورًا وأظهر لهم الطريق.”

 

في اليوم التالي، اجتمع مع فريقه مرة أخرى، لكن هذه المرة كان لديه طريقة جديدة للتعامل. قال لهم: “أنا أريد الفوز مثل الجميع، لكن الفوز لا يتحقق إلا إذا عملنا كفريق. لن يهم إن كنت أنا الأفضل أو أنتم الأفضل، المهم أن ننجح معًا.”

 

 

بدأ الفريق في التركيز على التعاون بدلًا من المنافسة الفردية. أصبح كل واحد منهم يستغل مهاراته بشكل يساعد الفريق ككل. سلمى كانت سريعة في الكتابة، وهنا كانت جيدة في التذكر، وإبراهيم كان متميزًا في الحلول المنطقية.

ومع نهاية الجولة الأخيرة، كان فريق صالح قد تعلم الدرس الأهم: العمل الجماعي هو مفتاح النجاح. وبفضل تعاونهم، فازوا بالمسابقة وحصلوا على شهادة التقدير التي طالما حلموا بها.

 

 

تعلم أن العمل الجماعي لا يعني فقدان الفرد لقيمته، بل يعني أن الجهود المشتركة تجعل الجميع أقوى. كما أدرك أصدقاؤه أن التعاون هو أساس أي نجاح، وأن الفوز الحقيقي هو أن يعمل الجميع كيد واحدة.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح قائدا يحتذى به، يعلم الآخرين أهمية التعاون والعمل بروح الفريق.

اترك رد