قصة عبد الرحمن وأخواته: رحلة الكفاح والصبر

               قصة عبدالرحمن واخواته رحلة الكفاح والصبر 

في إحدى القرى الصغيرة، عاش ثلاثة أطفال فقراء: عبد الرحمن، زينب، وعائشة. كان عبد الرحمن هو الأكبر بينهم، يبلغ من العمر 14 عامًا فقط. توفي والداهم فجأة، وتركوا عبد الرحمن ليكون الأب والأم لأخواته الصغيرتين. كان هذا الوضع صعبًا جدًا على عبد الرحمن، لكنه تحمل المسؤولية بشجاعة، على الرغم من صغر سنه.

 

منذ وفاة والديه، اصبح يعمل عبد الرحمن بلا كلل أو ملل ليعتني بأخواته. كان يقوم بكل شيء بنفسه من العمل إلى ترتيب البيت، بالإضافة إلى مساعدته لزينب وعائشة في دراستهما. ورغم الظروف الصعبة، أدرك أن التعليم هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يخرجهم من هذا الفقر

كان أخوات عبد الرحمن يسألونه دائمًا: “أين بابا وماما؟ لماذا لسنا مثل زملائنا في المدرسة الذين لديهم الكثير من المال؟ لماذا لا نرتدي ملابس جميلة مثلهم؟” كان عبد الرحمن يشعر بالحزن الشديد عندما يسمع هذه الأسئلة، لكنه كان يحاول دائمًا أن يكون قويًا أمامهم. كان يقول لهم: “علينا بالصبر، وإن شاء الله سيأتي الفرج قريبًا. أنا أعمل بكل جهدي لأجعلكم تعيشون مثل الآخرين، لكن يجب أن نكون راضين بما لدينا الآن.”

على الرغم من أن سنه صغير، إلا أنه لم يكن يتوانى عن أي عمل. عمل في الزراعة، وفي حمل البضائع، وحتى في تنظيف المنازل أحيانًا. كل ما كان يهمه هو توفير المال اللازم لإطعام أخواته وتعليمهم وشراء ملابس لهم. ورغم كل هذه التحديات، كان دائمًا يُظهر لأخواته الحب والدعم، ولم يُشعرهم يومًا بأنهم عبء عليه.

بمرور الوقت، بدأت زينب وعائشة في فهم معنى التضحية. بدأتا تُدركان أن ليس فقط أخاهما، بل هو الشخص الذي يضحي بكل شيء من أجلهما. وفي كل مرة كان يُنصحهم بالصبر والتفاؤل، كان يُغرس فيهما قيم الصبر، المثابرة، والاعتماد على الله في الشدائد.

وفي يوم من الأيام، جاء رجل حكيم إلى القرية. كان يبحث عن شباب يعملون بجد ويتحملون المسؤولية رغم الصعوبات. سمع هذا الرجل عن عبد الرحمن وقصته، فقرر أن يساعده. عرض عليه وظيفة براتب جيد يمكنه من إعالة أسرته بشكل أفضل. شعر
بالفرح الشديد، وعرف أن الله لا يترك عباده الصالحين، وأن الصبر والمثابرة يؤتيان ثمارهما دائمًا.

هكذا عاش عبد الرحمن وأخواته حياة مليئة بالتحديات، لكنهم تعلموا من خلالها قيمًا عظيمة. أدركوا أن المال ليس كل شيء، وأن التضحية من أجل العائلة والصبر في مواجهة الصعاب هما مفتاح النجاح. كما أن الله لا ينسى عباده الذين يعملون بجد ويسعون لتحقيق الأفضل في حياتهم

تعلمنا من القصة أن الحياة ليست دائمًا سهلة، لكنها تتطلب الصبر والتضحية. عندما نكون مخلصين ونعمل بجد، يأتي الفرج من عند الله. كما أن العائلة هي أهم ما نملكه في هذه الحياة، والتضحية من أجلها تستحق كل شيء

اترك رد