قصة فهد رحلة الثقة بالنفس
في أحد الأحياء الصغيرة، كان هناك ولد يُدعى “فهد”، يبلغ من العمر 15 عامًا. كان فهد ولدًا ذكيًا، لكن كان يعاني من مشكلة كبيرة، وهي التردد المستمر في اتخاذ قراراته. كان يرى الآخرين يحققون نجاحات كبيرة، لكنه كان دائمًا يظل مكانه، غير قادر على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافه.

فهد يحلم دائمًا بأن يصبح مهندسًا، يحب العلوم ويهتم بالتكنولوجيا، لكن خوفه من الفشل كان يمنعه من اتخاذ أي خطوة. كان دائمًا يخشى أن يرتكب خطأ في مسار حياته، ويشعر أن اختياراته لن تكون صحيحة أبدًا. في كل مرة يقرر فيها أن يبدأ مشروعًا أو يدرس مجالًا جديدًا، يأتيه شعور بعدم الأمان فيبدأ في التراجع.
كانت الفرص تتوالى أمامه. فقد كانت هناك مسابقات مدرسية، وجوائز لأفضل مشاريع علمية، وندوات تتعلق بالهندسة، لكنه لم يكن يستطيع أن يحسم أمره. كان كلما فكر في الانضمام إلى مسابقة أو المشاركة في مشروع، يكتسحه شعور التردد، وكأنه لا يمتلك القدرة على التميز. كان يشير إلى نفسه ويقول: “أنا مش كفاية”، ويقنع نفسه أن لا أحد سيلاحظ جهوده، أو أن النجاح ليس من نصيبه.
لكن كان هناك شخص دائمًا بجانب فهد، وهو صديقه “سامي”. كان سامي يعرف أن فهد يمتلك إمكانيات رائعة، وكان دائمًا يحفزه على مواجهة مخاوفه. في يوم من الأيام، بينما كانا يجلسان معًا في المدرسة، قال سامي: “ليه كل مرة تقف في مكانك؟ أنت مش لوحدك، كلنا بنخاف من الفشل، لكن أهم شيء إنك تجرب. لو ما جربتش، هتفضل طول عمرك في نفس المكان.”
تأمل فهد في كلمات صديقه، وأخذ يراجع نفسه. هل سيظل خائفًا ويتجنب التحديات؟ أم سيأخذ خطوة إلى الأمام ويواجه خوفه؟ وبعد تفكير طويل، قرر أن يتخلى عن التردد ويحاول أن يشارك في المسابقة العلمية التي كانت ستُقام في مدرسته.
بدأ فهد في التحضير للمسابقة، ورغم أن خوفه لم يختفِ تمامًا، إلا أنه بدأ يشعر بالحماس لأول مرة. كان يواجه بعض الصعوبات في تنفيذ مشروعه، وكان يشعر أن هناك أشياء كثيرة قد تسير بشكل خاطئ. لكن مع كل خطوة يخطوها، كان يتعلم أكثر ويكتسب ثقة أكبر في نفسه.
عندما جاء يوم المسابقة، كان فهد متوترًا جدًا، لكن عندما قدم مشروعه أمام اللجنة، شعر بشعور لم يشعر به من قبل؛ كان يشعر بالفخر بنفسه. ورغم أنه لم يحصل على الجائزة الأولى، إلا أن ما اكتسبه من هذه التجربة كان أعظم بكثير. تعلم أن التردد هو العائق الوحيد الذي كان يقف بينه وبين نجاحه.
من تلك اللحظة، بدأ فهد يغير نظرته لنفسه. أصبح أكثر إصرارًا على المضي قدمًا، وعرف أن الخطوات الصغيرة تؤدي إلى نتائج كبيرة. لم يعد يخشى من الفشل كما كان في الماضي، بل أصبح يدرك أن الفشل جزء من النجاح، وأن أهم شيء هو المحاولة.
قصة فهد تبرز أهمية اتخاذ القرارات رغم الخوف والتردد. فحتى إذا لم يكن النجاح مضمونًا، فإن المحاولة تعني دائمًا اكتساب الخبرات والنمو. تعلم فهد أن الطريق إلى النجاح يبدأ من خطوة واحدة، وهي أن تؤمن بنفسك وتواجه مخاوفك.