قصص أطفال باللهجة الخليجية :
قصة أطفال من الإمارات في دبي عن معاني الوفاء والصداقة.
في قلب دبي، وسط الأبراج العالية والشوارع اللي تضج بالحياة، كانت هناك ثلاث أصدقاء عاشوا مع بعض من الطفولة: علي و حسن و ريم.
كانوا دايمًا مع بعض، يلعبون في الحارات القديمة، ثم يجتمعون في المولات، ومن ثم يخططون لمستقبلهم.
علي كان يحلم يكون مهندس ويصمم أبراج دبي الشاهقة،
وحسن كان يتمنى يصير طبيب مشهور.
أما ريم، فكانت مشتتة و دايمًا تفكر في الثراء السريع وفقط ، وما كانت تهتم بالقيم اللي جمعتها مع أصدقائها.

علي وحسن كانوا يحطون الصداقة فوق كل شي، ومن ثم دايمًا يدعمون بعض ويفكرون في الخير لبعضهم. بس ريم، مع مرور الوقت، صارت تبتعد عنهم، وتدور على ناس غير.
بدأت تصاحب أشخاص ما كانوا زينين، معروفين في الحي بسلوكهم السيء، وكانت تظن إنهم هم اللي بيوصلونها للمال والشهرة اللي كانت تبغاه.
حاول علي وحسن يكلمونها، ينصحونها ويقولون لها: “ريم، الفلوس مب كل شي. الصداقة والأمانة أهم بكثير من النجاح السريع.” لكن ريم ما كانت تسمع لهم. كانت تشوف إن طريقها هو الصح، وإنهم عايشين في أوهام. ومن ثم بدأت تستغل الناس، تسوي مخططات وتغش في علاقاتها، وما كانت تفكر في عواقب هالأفعال.
ومع الوقت، صارت ريم تنجرف أكثر في هالطريق الخاطئ. ابتعدت عن علي وحسن بالكامل، وصارت تقضي وقتها مع ناس ما يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية. ومن دون ما تحس، بدأت تدمر كل اللي حولها. أي شخص يدخل حياتها، كانت تستغله لين ما ينتهي دوره عندها. الناس اللي كانت تظنهم أصدقائها خذلوها وتركوها بعدما ما استفادوا منها.
علي وحسن كانوا يشوفون التغير اللي صار في حياة ريم ويحسون بالحزن عليها. هم بعد كانوا يحسون بالخذلان من اللي صار، خصوصًا إنهم كانوا يعتبروها جزء من حياتهم. في يوم من الأيام، قرروا يزورون جد علي، اللي كانوا يعتبرونه حكيم العائلة. جلسوا معاه في مجلسه، وحكوا له عن كل اللي صار مع ريم، وكيف إنهم حاولوا ينقذونها، لكنها اختارت الطريق الخطأ.
الجد نظر لهم بابتسامة هادية وقال: “يا عيالي، مب كل شي في هالدنيا نقدر نتحكم فيه. أحيانًا الله يبعد الناس عن حياتنا لأنهم مب مناسبين لنا، حتى لو كنا نشوفهم قريبين من قلبنا. الزين ما يقرب إلا الزين، والشر ما يخلف إلا الشر. أنتم اخترتوا الصداقة والوفاء، وهي اختارت المصالح والانتهازية. ولا تزعلون، لأن ربكم اختار لكم الخير ببعد الناس اللي ممكن يضرونكم عن حياتكم.”
كلام الجد لامس قلوب علي وحسن. حسوا براحة، وعرفوا إن اللي صار كان لصالحهم. استمروا في حياتهم، علي دخل الجامعة وصار يدرس الهندسة اللي كان يحلم فيها، وحسن كمل في كلية الطب، وكان دايمًا يشوف قدامه مستقبله كطبيب ناجح. كانوا يشتغلون بجد، وكل يوم يمر كانوا يحسون إنهم يقربون أكثر لأحلامهم.
مرت السنوات، وعلي وحسن صاروا رموز للنجاح في دبي. مثلا علي صار مهندس كبير، يصمم الأبراج والفلل الفخمة، ويحقق أحلامه وحدة وراء الثانية. أما حسن صار طبيب مشهور، يداوي المرضى ويقدم لهم الرعاية بأفضل الطرق. حياتهم كانت مليانة بالنجاحات، وكل يوم يحققون فيه إنجازات جديدة.
أما ريم، فكانت حياتها مختلفة تمامًا. الناس اللي كانت تظن إنهم أصدقائها خذلوها، ومن ثم خلّوها وحيدة بعد ما استفادوا منها. فقدت كل شي، وصارت تعيش في عزلة، تحاول تلحق وراء أحلامها اللي كانت مبنية على الخداع والانتهازية، بس ما وصلت لشيء. كانت تشوف علي وحسن في الإعلام، وتشوف كيف إنهم نجحوا وصاروا سعداء، وتندم على كل شي سوته.
الجد كان دايمًا يقول لعلي وحسن: “الوفاء والصداقة يا عيالي، أغلى من كل شي. مثلا المال يجي ويروح، بس الصداقة الحقيقية تظل معكم طول العمر. ومن ثم لا تنسون قيمكم، ولا تنسون إن ربكم دايمًا يكتب لكم الخير.”
في النهاية، علي وحسن عاشوا حياة مليانة بالحب والنجاح، بينما ريم تعلمت درسًا قاسيًا عن الطمع والانتهازية. الصداقة الحقيقية والوفاء كانت هي اللي فازت في النهاية، واللي حافظت على سعادتهم طول حياتهم.
الحكاية علمتنا إن الصداقة الحقيقية أهم من الفلوس والطموحات السريعة، ومن ثم إن الوفاء هو اللي يخلي حياتنا مليانة بالخير والنجاح.