قصص وحكايات : قصة هدية من القلب
كان يامكان، في قرية جميلة تُدعى “السعادة”، عائلة تعيش في منزل صغير. كانت العائلة تتكون من الأب والأم وطفلهم الصغير، سامي. كان سامي يحب العيد جدًا، لأنه كان يحمل معه الفرحة والهدايا والحلويات.
مع اقتراب عيد الفطر، بدأ الجميع في القرية بالاستعداد. كان الأطفال يلهون ويضحكون، بينما كانت الأمهات يجمعن المكونات لصنع الحلويات. لكن سامي كان يشعر بالحزن قليلًا، لأنه لم يكن لديه أي هدية ليشارك بها أصدقائه.
في صباح العيد، استيقظ سامي مبكرًا، وذهب إلى والدته. قال لها: “أمي، أريد هدية جميلة لأعطيها لأصدقائي في العيد.” نظرت والدته إليه بحب وأجابت: “يا حبيبي، الهدية ليست فقط في الشيء المادي، بل في ما يمكنك تقديمه من قلبك.”
فكر سامي في كلمات والدته. ثم قرر أن يبتكر شيئًا خاصًا لأصدقائه. بدأ بجمع بعض الأشياء التي يحبها: ألوان، ورق، وبعض الألعاب القديمة التي لا يستخدمها بعد الآن. كما قام بتحضير كعكة صغيرة بمساعدة والدته. قضيا سويًا وقتًا ممتعًا في المطبخ، حيث ساعدته والدته في خلط المكونات وتزيين الكعكة.
عمل سامي طوال اليوم على صنع هدايا فريدة لأصدقائه. صنع بطاقات تهنئة ملونة، وأعاد تزيين الألعاب القديمة، وأضاف لمسة شخصية لكل هدية.
حفل العيد
عندما جاء وقت الذهاب إلى الحفل في القرية، حمل سامي هداياه بكل فخر. وعندما وصل، بدأ الأطفال يتجمعون حوله، وسألهم: “هل تريدون هدايا؟” فتح سامي حقيبته وبدأ بتوزيع الهدايا. كانت البطاقات مزينة بألوان زاهية، والألعاب القديمة أصبحت تبدو جديدة بفضل لمسته
ثم جاء وقت قطع الكعكة. استعد سامي لإحضار الكعكة التي صنعها مع والدته، وعندما قطعها، انطلقت رائحة الحلوى في الهواء. كانت الكعكة مليئة بالشوكولاتة والفواكه، وأحبها جميع الأطفال. بدأوا يتناولون الكعكة ويضحكون، وقد شعر سامي بفخر لأنه تمكن من إسعاد أصدقائه
عندما رأى أصدقاؤه هداياه، امتلأت أعينهم بالفرحة. قال أحدهم: “شكرًا لك، سامي! هذه الهدايا رائعة!” وأخذ الجميع يلعبون معًا، وشاركوا الحلويات ويضحكون.
شعر سامي بالسعادة الحقيقية، لأنه أدرك أن الهدية الأجمل هي تلك التي تأتي من القلب، وليس بالضرورة أن تكون باهظة الثمن. وفي نهاية اليوم، قال له أصدقاؤه: “لقد جعلت عيدنا أكثر بهجة، شكرًا لك!”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سامي يشارك أصدقائه في كل عيد، ليس بالهدايا المادية فقط، بل بالحب والاهتمام والمشاركة.